في الخامس من كانون الثاني، خَرج الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليعلَن الموقف من اغتيال الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي، ليشكَل كلاُمه منطلقًا لرسِم صورة المنطقة وِمن ضمنها لبنان في الايام والاشهر المقبلة. علمًا اّن الضبابية لا تزاُل طاغيًة على المشهد حتى الساعة: فلا الردود واضحُة المعالم ولا الرسائل الاميركية المهّدئة تتلّقُفها ايران، كما اّن الاتفاَق النووي بات قابلًا للمزيد من الترُنح من دوِن اُفٍق للُمضي باتفاٍق جديد...
وعلى وقِع هذه التطورات يراقب لبنان انفراجًا حكوميًا بعدما اعتبر في بياٍن لوزارة الخارجية اّن ما جرى انتهاٌك لسيادة العراق، مطالبًا بَمنع التصعيد وتجنيِبه تداعيات العملية لأنه بحاجٍة للهدوء والاستقرار ُبغيَة الخروج من ازمته المالية والاقتصادية...
وفي السياق الحكومي، تؤّكد المعطيات اّن مساَر التشكيل مستمٌر، وما َتبّقى ِمن ُعقد يخضُع لعمليِة تذليٍل ممنَهجة من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف الذي كان على موعٍد اليوم مع تظاهرٍة مندِدة امام منزله في تلة الخياط...
وفي هذا الاطار، ينطلق كثيرون من الوضع المأزوم في المنطقة والمعطوف على توُتٍر داخلي للتأكيد اّن الاسراع في تأليف الحكومة بات اكثر من ضروري لحماية لبنان وتأمين الامان والاستقرار والَبدء بسياسات الاصلاح والتصحيح المالي والاقتصادي. وهنا تشير َمصادر مواِكبة للـ otv الى اّن التيار الوطني الحر هو المسِّهل الاساسي لناحيِة توفير شروط نجاح الحكومة وفاعلّيِتها، خصوصًا لجهِة الدفع باتجاه اختيار اشخاص جديرين متخصصين نظيفين ما يؤكد النّية والارادة لتغيير السياسات القائمة ومحاربة الفساد، تحقيقاً لمطالب الناس وتأميناً لثقتهم...
وتؤكد المصادر نفُسها اّن التيار طاَلب وأمّن اعتماَد معايير واحدة لإختيار الاشخاص بالتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وبالتنسيق مع الكتل البرلمانية الراغبة لاحترام التوازنات السياسية تأميناً لثقة البرلمان...
علما اّن الاهم في المرحلة المقبلة هو تنفيُذ السياسات المالية والنقدية والاقتصادية الجديدة لوقف الانهيار والحدّ من تأثيراِته السلبية على المواطنين، بِحفظ امواِلهم وتأمين حقوِقهم بأدنى مقوّمات الحياة استعداداً لإعادة اطلاق الدورة الاقتصادية في البلاد.