<
06 December 2025
مسؤول كبير لـ«الجمهورية»: الوضع لا يبعث على الإطمئنان

جاء في "الجمهورية":

تتقاطع التقديرات على القلق من مرحلة مشوبة بالمخاطر الإسرائيلية، وبحسب مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، فإنّها «باعتداءاتها الواسعة واستهدافاتها لبنى ومنشآت ومنازل مدنية في الجنوب التي أعقبت اجتماع «الميكانيزم»، وأياً كان شكل المفاوضات مع لبنان مباشرة أو غير مباشرة، وبمدنيِّين أو غير مدنيِّين، ماضية في اعتداءاتها، وفي حلّ من أي التزام، فجلّ ما تريده ليس التفاوض لبلوغ تفاهمات تُنهي العدوان، بل مفاوضات بالنار تفرض من خلالها مساراً يُخضع لبنان إلى شروطها وإلى المنطقة العازلة التي تُريد فرضها، إلى جانب الهدف الأساس الذي ترمي إليه بدفع الحكومة اللبنانية إلى نزع سلاح «حزب الله».


ويؤكّد المسؤول عينه «إنّ الوضع لا يبعث على الإطمئنان، بل على مزيد من القلق فيما لو بقيَ عمل «الميكانيزم» خارج نطاق الفعالية المطلوبة منها، فإسرائيل من الطبيعي جداً أن تشعر بحرّية الحركة طالما أنّ لا رادع لها لا من داخل «الميكانيزم» أو من خارجها، وأكثر من ذلك، تشعر بأنّها هي التي تحكم «الميكانيزم» وتتحكّم بجدول أعمالها، وهو ما تُترجمه في تصعيد اعتداءاتها مع كل اجتماع تعقده اللجنة، لحصر النقاش فقط في ملف نزع السلاح. والأمر عينه يتكرّر بتكثيف الإعتداءات مع كل اجتماع لمجلس الوزراء، لمناقشة خطة الجيش اللبناني لتنفيذ قرار حصر السلاح بيَد الدولة».


بحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ لبنان الرسمي تحرّك غداة الإعتداءات، وكشفت مصادر مطّلعة أنّ «مستويات رسمية رفيعة حرّكت، بالتزامن مع الإعتداءات، اتصالات مكثفة مع لجنة «الميكانيزم»، مبديةً استنكارها للإعتداءات الإسرائيلية، وريبتها من توقيت هذه الإعتداءات واستهدافاتها بنى ومنشآت مدنية، وأشارت المعلومات إلى أنّ قيادة «الميكانيزم»، وعلى جاري العادة مع كل اعتداء، أبدت اهتماماً بمتابعة هذا الموضوع مع الجانب الإسرائيلي، لكن من دون تقدّم أي التزام».


إلّا أنّ مصدراً رسمياً، وعلى رغم من كل ما يُقال عن لجنة «الميكانيزم» وعدم فعالية دورها أمام استمرار الإعتداءات الإسرائيلية، أكّد لـ«الجمهورية» ثقته بما سمّاها «جدّية أكثر» من قِبل لجنة «الميكانيزم»، يُنتظر أن تتبدّى بوضوح في اجتماعها المقبل بعد 10 أيام. فثمة مسار قد انطلق، ولبنان قدّم أقصى إيجابية حيال هذا الأمر، بهدف تحقيق الغاية المنشودة بوقف الإعتداءات وتحقيق الإنسحاب الإسرائيلي وإطلاق الإسرى، وما قامت به إسرائيل من عدوان على لبنان، ومحاولة مكشوفة لحشر «الميكانيزم». في الخلاصة، لدينا تأكيدات بأنّ العمل بصورته المستجدّة في إطار «الميكانيزم» سيفضي في نهاية المطاف إلى إيجابيات وتفاهمات لمصلحة لبنان أولاً، ولا تنتقص من سيادته».

الجمهورية