بعض ما جاء في مانشيت الديار:
امس، جاءت زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى طرابلس، في توقيت بالغ الحساسية، حاملة الكثير من الرسائل، لمدينة تشهد ومحيطها مؤشرات مقلقة على عودة الخطاب المتشدّد، وتنامي حالات التطرّف الفردي والجماعي، في ظل انهيار اقتصادي واجتماعي غير مسبوق، وفراغ سياسي وأمني يفتح الباب أمام كل أشكال الاستثمار في اليأس والفقر.
فقد زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مدينة طرابلس، يرافقه النائب البطريركي للشؤون القانونية والقضائية والمشرف العام على توزيع العدالة في الكنيسة المارونية المطران حنّا علوان، وذلك بدعوة من رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، لمناسبة اختتام السنة اليوبيلية التي أعلنها البابا فرنسيس، والاحتفال بيوبيل المكرّسين الذين أمضوا ما بين 25 و50 سنة في الخدمة الكهنوتية والرهبانية، تكريماً لعطائهم وتتويجاً لمسيرتهم.
المحطة الأولى كانت في مطرانية الموارنة - قلاية الصليب، حيث كان في استقبال البطريرك الراعي، إلى جانب المطران سويف، لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وعدد من الشخصيات السياسية والرسمية، إضافة إلى فاعليات دينية واجتماعية، وشكر البطريرك الراعي للمطران سويف والحضور حفاوة الاستقبال، مشيداً بـ<العلاقات الإسلامية – المسيحية في طرابلس»، مؤكداً أن «العيد لا يكتمل إلا بحضور المسلمين والمسيحيين معاً».
وقال: «إن طرابلس باتت نموذجاً مميزاً للعيش المشترك، حتى أصبحت «العاصمة الثانية للبنان» بما تحمله من حيوية ونشاطات جامعة». وأكد أن «لبنان بلد متنوع ومتعدد، وأن هذا التنوع هو ثروته الأساسية التي شدد عليها البابا خلال زيارته للبنان»، معتبراً أن «السلام هو الخيار الدائم والأفضل، وأن طرابلس ستبقى مدينة السلام رغم كل التحديات»، داعياً إلى «ترسيخ ثقافة السلام والعيش معاً».
المحطة الثانية من الزيارة كانت في كنيسة مار مارون، حيث ألقى البطريرك الراعي حديثاً روحياً مع المكرّسين، ثم ترأس قداساً احتفالياً عاونه فيه المطرانان علوان وسويف، ولفيف من الكهنة، في ختام يوم حمل أبعاداً روحية ووطنية جامعة، عكست صورة طرابلس كمدينة للحياة والسلام والعيش الواحد.
ثم انتقل بعدها الراعي إلى دار الفتوى في طرابلس وفي استقباله مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام والرئيس نجيب ميقاتي وسياسيين.
