A
+A
-وأكد: “افهموا جيدًا، الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة، أي واحد تريدون نزعه أو تمسون به يعني أنكم تمسون بالثلاثة وتريدون نزعها، وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم، ولن يكون هذا”.
وشدد الشيخ قاسم: “لن نتزحزح عن موقفنا، وهذا الموقف هو أشرف موقف وطني لا يحتاج إلى شهادة من أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود، أو التاريخ الفتنوي، أو تاريخ الفساد”. ولفت إلى أن المقاومة حققت أربعة إنجازات عظيمة “حررت الأرض وصمدت وردعت العدو وأوقفت اجتياح لبنان في معركة أولي البأس”.
وأضاف: “إذا قتلونا تنبت دماؤنا، وإذا استسلم لبنان ينتهي أثره ويُمحى تاريخه ويُصبح بلا مستقبل، مع إسرائيل لا مكان للمسلمين في لبنان ولا مكان للمسيحيين في لبنان”.
وحذّر قائلًا: “انتبهوا، المشروع خطير جدًا ويمكن أن لا يبقى لبنان، يريدون إضعاف المقاومة ويبقون الجيش يتسلح بمقدار بسيط حتى يكون لبنان بلا قوة”.
وتابع: “فلتتوقف الدولة عن التنازلات، ألم تسمعوا السفير الأميركي يقول إن المفاوضات شيء واستمرار العدوان شيء آخر؟ هناك منطق واضح يقول المفاوضات مسار مستقل، يعني العدوان سيستمر، يعني ما هي فائدة المفاوضات؟”.
ودعا الدولة إلى “التراجع وأن تعيد حساباتها”، وقال “طبّقوا الاتفاق وبعد ذلك ناقشوا في الاستراتيجية الدفاعية، لا تطلبوا منا أن لا ندافع عن أنفسنا والدولة عاجزة عن حماية مواطنيها، فلتؤمّن الدولة الحماية والسيادة، وعندها نضع كل شيء على طاولة حوار الاستراتيجية الدفاعية ونصل إلى النتيجة”.
كلمة الشيخ قاسم جاءت خلال التجمع الفاطمي الذي تقيمه وحدة العمل النسائي في حزب الله بمناسبة ولادة السيدة الزهراء (عليها السلام) بعنوان “على العهد”.
حصرية السلاح مطلب أميركي إسرائيلي والاستسلام يعني زوال لبنان
وشدد الشيخ نعيم قاسم إن “مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح للنهوض بهذا البلد، حصرية السلاح بالصيغة التي تُطرح الآن في البلد هو مطلب أميركي إسرائيلي”، معتبرًا أن حصرية السلاح “بالمنطق الأميركي الإسرائيلي إعدامٌ لقوة لبنان”.
وأكد أن مشكلة الدولة الحقيقية “هي مشكلة بالعقوبات المفروضة عليها وبالفساد المستشري”، مضيفًا أن “كل هذا من عمل أميركا منذ سنة 2019، وهي تعمل على تخريب البلد وإيجاد الفوضى فيه حتى لا يبقى قادرًا على التحرك وحده”.
وأضاف أن “بعض المتصدّين للمطلب الإسرائيلي الأميركي بحصرية السلاح هم من أصحاب الفتن وروّاد الفساد، لا يحق لهم الكلام”، لافتًا إلى أن “الكيان الإسرائيلي يهدد، والطريق الوحيد بالنسبة له هو الاستسلام حتى يكون لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية المباشرة”. وتابع: “مع الاستسلام لن يبقى لبنان، وهذه سوريا أمامنا، لا تفكّروا أن سوريا تنتعش، وكل هذا زيف، الاستسلام يؤدّي إلى زوال لبنان”.
وتساءل الشيخ قاسم: “إذا كانوا يهدّدوننا ماذا نفعل؟ لا نخضع لتهديداتهم، إذا هددونا نخاف ونجلس جانبًا؟ نقول لن نرد على هذه التهديدات؟” ليجيب: “نقول نحن ندافع ونصمد ونقف، مع الاستسلام لا يبقى شيء، ومع الدفاع تُفتح الآفاق إلى احتمالات كبيرة”.
خطة العدو كانت إزالة حزب الله من الوجود ونتائج حربه على لبنان تتآكل
وأكد الشيخ نعيم قاسم ان “خطة العدو كانت بعد اغتيال سماحة السيد نصر الله وكل الشهداء وضرب القدرة التي كانت لدينا بنسبة معينة، كل هدفها إزالة حزب الله من الوجود”. وأوضح: “خضنا معركة أولي البأس واستطعنا أن نمنع العدو من تحقيق هذا الهدف”.
وأضاف أن “الإسرائيلي اليوم هو يقول بأن نتائج حربه على لبنان تتآكل، وهذا طبيعي، هو لم ينتصر بتحقيق أهدافه، إضافة إلى أن وجود المقاومة يعني وجود الحياة”. وتابع: “مع وحدتنا وثباتنا قد لا تحصل الحرب، خدام إسرائيل في لبنان يشجعونها على بلدهم وأولاد بلدهم، وعلى كل حال إذا حصلت الحرب لن تحقق أهدافها”.
واعتبر الشيخ قاسم أنه “إذا كانت أميركا تعمل لمصالحها في لبنان، تأكدوا أنها ستبحث عن حل، وإذا كانت لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة إسرائيل لن يكون للبنان حياة، استسلم أم واجه وقاتل”. وشدد على أن “الإسرائيلي لن يذهب إلى الحرب من دون قرار أميركي”.
نحن في مرحلة جديدة بعد اتفاق وقف إطلاق النار والدولة مسؤولة عن السيادة وطرد الاحتلال
وأكد الأمين العام لحزب الله أن لبنان دخل منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في “مرحلة جديدة” تجبُّ ما سبقها وما قبلها.
وأوضح أن هذه المرحلة تفترض أداءً مختلفًا، إذ أصبحت الدولة مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش، مشيرًا إلى أن “المقاومة قامت بكل ما عليها في تطبيق هذا الاتفاق ومساعدة الدولة اللبنانية”.
وشدد الشيخ قاسم على أن “كل نقاش يعيدنا إلى ما قبل الاتفاق واتخاذ أدلة مما قبل الاتفاق لا قيمة له، لأننا أمام مرحلة جديدة، وبالتالي نريد أن نحاكم المرحلة الجديدة”. ولفت إلى أن تطبيق الاتفاق من الجهة اللبنانية يتم “بشكل كامل”، في حين أنه “من جهة إسرائيل لا يوجد أي خطوة على طريق الاتفاق”.
وأضاف أن حزب الله ينظر، بعد الاتفاق، إلى كل ما يقوم به الكيان الإسرائيلي على أنه استمرار للعدوان، معتبرًا أن “هذا العدوان خطرٌ على لبنان وخطرٌ علينا”.
الردع ومنع العدوان مسؤولية الدولة والجيش والمقاومة لن تقبل أي إطار يؤدي إلى الاستسلام
وأضاف الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة “تُطالَب بإيمانها وباستعدادها للتضحية وتُطالَب باستمراريتها، ولكن لا تُطالَب بمنع العدوان”. وأوضح أن الردع الذي يعني منع العدوان ووضع حدّ للحماية من أن يُقدِم العدو على عمل معيّن “ليس وظيفة المقاومة، بل هو وظيفة الدولة والجيش”.
وشدد على أن وظيفة المقاومة هي “المساندة للدولة والجيش والتحرير والتصدّي عندما لا تتصدّى الدولة وعندما لا يتصدّى الجيش”، مؤكدًا أن دورها أن “تساند وتمنع استقرار العدو وتساعد على التحرير”، في حين أن حماية لبنان “هي مسؤولية السلطة السياسية وليس مسؤولية المقاومة ابتداءً”.
وتابع الشيخ قاسم متسائلًا: “إذا كان الجيش غير قادر على الحماية، هل نطالب بنزع سلاحه؟ لا، إذا لم يكن قادرًا على الحماية نطالب بتعزيز وجود السلاح لديه”. وأضاف: “إذا كانت المقاومة لم تحقق الحماية ويتوغّل الإسرائيلي، هل نطالب بنزع القوة؟ أم أننا نستفيد من هذه القوة لمساندة الجيش ومساندة الدولة لمواجهة المحتل؟”.
وأكد أن “المقاومة مستعدّة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني”، وقد ساعدته على بسط السلطة، وهي “موافقة على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته”.
وشدد في المقابل على أن “المقاومة ليست مستعدة لأي إطار يؤدي إلى الاستسلام للكيان الإسرائيلي والطاغوت الأميركي”.
المرأة المقاومة راية عز وشريك في صناعة مستقبل لبنان
وفي سياق كلمته، أكد الشيخ نعيم قاسم إن “هذا التجمع الفاطمي هو تجمع كبير له علاقة بوحدة العمل النسائي في حزب الله”، موضحًا أن “هذا التجمع الفاطمي يعبر عن هذه البيئة وهذا الاتجاه وهذه القناعة المرتبطة بحزب الله والمقاومة في مواقع الجهاد والعمل”.
وشدد على أن السيدة الزهراء “هي قدوة النساء على مستوى العالم، وهي نموذج لتطبيق الإسلام المحمدي الأصيل”، واصفًا إياها بأنها “النموذج الإنساني الأرقى، وهي قدوة النساء والرجال، لكن قدوة النساء بشكل أساس”.
وأضاف: “نحن نجتمع في التجمع الفاطمي تحت لواء قدوة السيدة الزهراء من خلال المنهج الإسلامي الذي يتعاطى مع المرأة كإنسانة”، مبينًا أن الاجتماع هو “على العهد، على عهد المقاومة، على عهد حزب الله، على عهد سماحة سيد شهداء الأمة باني هذه المسيرة ومضيء كل الجوانب المختلفة على قاعدة الثوابت الإسلامية الأصيلة”.
وتابع: “أفتخر بالمرأة المقاومة، البنت والأم والزوجة والجدة، وكل النساء اللواتي يعشن في مجتمعنا، أنتن رايات العز والأخلاق والمقاومة والوطنية، وأنتن رائدات التربية للأجيال القادمة على الاستقامة وعلى الاتجاه السليم”.
وقال الشيخ قاسم قاسم: “أشكر الله تعالى أنني في زمان أعيش فيه مع هذه الثلة الطاهرة من النساء العظيمات اللواتي تصدين في مواجهة العدو وفي مواجهة الانحراف الأخلاقي”، مشيرًا إلى أن “النساء اللاتي عَبَرن بطريقة فعّالة ومؤثرة ومبدعة في رفع راية الحق والاستقامة” يستحققن التحية، قائلًا: “تحية إليكن يا نساء المقاومة، يا نساء فاطمة، يا نساء الإسلام العظيم”. وأكد أن “على المرأة أن تكون بارعة في كل الساحات، وخصوصًا في تربية الأسرة ودعم المقاومة”.
وتوجّه إلى النساء بالقول: “أنتِ شريكة صناعة المستقبل لوطننا لبنان والأجيال الصاعدة، فساهمي بذلك بما منحكِ الله تعالى من إمكانات، وكوني فعّالة في التعاون مع نساء لبنان”.
واعتبر أن الحجاب “عَلَم التقوى، يعينكِ على تصدُّر العفة والإخلاص والأخلاق والدور الإنساني، فحافظي عليه، واليوم مكانكِ في المواقع المتقدمة بهذا الحجاب، وهو ثمرة إيمانكِ والتزامكِ”.
وشدد الشيخ قاسم على أن “دوركِ المقاوم هو الذي ساهم في تحقيق الإنجازات ابنةً وأمًّا وزوجةً، فثابري على هذا الدور لاستمرارية ثمرة دماء الشهداء والتضحيات العظيمة للجرحى والجريحات والأسرى”.
ولفت إلى أن “العمل النسائي إطار عام لاستثمار الطاقات، ولا يحتاج الأمر إلى بطاقة انتساب”، مؤكدًا أن “هذه النصائح هي نصائحنا على قاعدة خط حزب الله، خط المقاومة، خط سيد شهداء الأمة، خط الولاية والإسلام، فلنكن معًا على العهد إن شاء الله”.
