كتب الإعلامي ريكاردو كرم في انتقاد عنيف للبطء في اتخاذ القرارات، وذلك عبر "أكس":
وُعِدنا بأنّ العدالة ستأخذ مجراها. قيل لنا إنّ الملفات ستُفتح، وإنّ الحقائق ستنكشف، وإنّ مرحلة جديدة من المحاسبة ستبدأ. لكن الحقيقة حتى الآن؟ مجرّد أسماء تُتداول، أخبار تُسرّب، وفضائح تُعلن … من دون أن يُحاسَب أحد. باستثناء رياض سلامة، لا أحد في السجن. لا وزير. لا مدير عام. لا تاجر دواء سرق حياة الناس. لا أحد من شبكة تهريب أدوية السرطان المغشوشة، التي كشفت التحقيقات أنّها تمتدّ من المعابر الحدودية إلى الصيدليات والمرافق الرسمية، والتي سلّمت آلاف المرضى أدوية لا تحتوي على أي مواد فعّالة … فقط السُمّ في علب أنيقة. قيل إنّ الملّف بات بعهدة القضاء ( تحية إلى القاضية دورا الخازن ). ولكن التحقيقات توقّفت بسبب عطلة عيد الأضحى. وها نحن نقترب من شهر تموز، حيث تبدأ العطلة القضائية السنوية، وكأنّ العدالة التي بالكاد استيقظت، قررت أن تعود إلى النوم. هنالك وجوه من الصفوف الأولى احتجبت وارتعبت من فكرة أنّ ملفاتها وحساباتها وتحويلاتها ستكون تحت المجهر، عادت إلى الضوء والصدارة والمناسبات الاجتماعية تبتسم أمام عدسات التصوير كما فعلت دوماً. في بلد حُرم فيه مرضى السرطان من علاجهم، وبيعت لهم أوهام قاتلة، وتبخّرت فيه الأموال العامة، وتُفتَح فيه الملفات دون أن تُغلَق بإحقاق الحق ، هل يمكن أن نتحمّل عطلة قضائية؟ المحاكم تزداد صمتاً، والشعب يزداد وجعاً. لبنان لا يحتاج إلى مزيد من السكوت. بل إلى قرارات. إلى استمرارية. إلى قضاء لا يتوقّف، ولا يساوم. لأنّ العدالة المؤجلة، في حالتنا، ليست فقط عدالة مرفوضة، بل عدالة مدفونة، وجريمة مستمرة.