HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

طريق التأليف سالكة وآمنة (حبيب البستاني)

28
JULY
2021
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

بعد الحسم السريع لموضوع التكليف والتزام فخامة رئيس الجمهورية بالموعد الذي اعلنه وذلك بعيداً عن حسابات الكتل النيابية واتفاقاتها العلنية وتحت الطاولة، بدأ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي سريعاً استشارات التشكيل ودخل فعلياً في عملية التاليف، وبالرغم من الالتزام العلني لميقاتي ببيان رؤساء الحكومات السابقين الذي دوزنه وأعد ضوابطه رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، فللرئيس المكلف ليس فقط اسلوبه المتميز إنما أيضاً مقاربته المختلفة لعملية التشكيل، فبخلاف الحريري لم يعلن ميقاتي خطوطاً حمراء وممنوعات أقرب إلى المحرمات والتي كانت السبب الرئيسي في فشل الرئيس المكلف السابق سعد الحريري، الذي كان اسير ما أعلنه وبات لا يجرؤ على تخطيه أو تجاوزه معتمداً على دعم رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحده ومعتقداً أن الاتفاق مع رئاسة المجلس تعفيه من الاتفاق والتفاهم مع فخامة رئيس الجمهورية، فأضاع بوصلة التشكيل وأضاع تسعة اشهر من عمر اللبنانيين.


فهم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اللعبة جيداً وذهب مباشرة إلى بيت القصيد، فلا محرمات تمنعه من الاجتماع مع الوزير جبران باسيل رئيس أكبر تكتل نيابي، تكتل لبنان القوي، ليستمع إليه ويكسرالجليد المصطنع الذي وضعه فيه الحريري، ومن ثم كان إعلانه بأنه سيواصل الاجتماع والتلاقي بفخامة رئيس الجمهورية حتى تشكيل الحكومة العتيدة، بخلاف الحريري الذي لم يعقد سوى 20 اجتماعاً مع فخامة رئيس الجمهورية طيلة التسعة اشهر الماضية أي بمعدل حوالي اجتماعين في الشهر.


فهل اختلفت ظروف التشكيل أم تغيرت موازين القوى؟
من الواضح أن الرئيس الاسبق للحكومة نجيب ميقاتي يريد العودة إلى السراي، فبغض النظر عن المهمة الصعبة الموكلة إليه وبغض النظر عن أن الحكم مسؤولية جسيمة سيما في هذه الظروف الصعبة يمكن أن تاكل من رصيده السياسي والانتخابي، إنما للسراي الحكومي نكهتها الخاصة وبريقها وبهرجتها التي يحلم بها كل ذي صاحب مال وسلطة، ففي لبنان لا وجود للزهد بالحكم فكل سني يحلم و له الحق أن يحلم برئاسة الحكومة، فكيف إذا كان من نادي السياسيين وعضواً في نادي رؤساء الحكومات السابقين، وما يصح على السني يصح على الماروني أما الشيعي فتلك حكاية أخرى وحلمه برئاسة المجلس كحلم إبليس بالجنة، أطال الله بعمر ألاستاذ.


أما الظروف فقد تغيرت فعلاً وذلك بالرغم من ميزان القوى الداخلي الذي يخضع لاعتبارات دولية وإقليمية الذي لن نلاحظ التغيير فيه إلا بمقدار تدخل هذا الطرف او ذاك، وإذا كان صحيحاً ان الأميركي يرتب انسحابه التكتيكي من العراق وسوريا مع سيناريو ووعود تحفظ له ماء الوجه، فإن الإصرار الدولي على تركيبة وشكل معين للحكومة أصبح أقل إلحاحاً على حساب حتمية وجود حكومة والإصرار على التشكيل من عدمه. كذلك فإن الفيتوات التي وضعت أمام الحريري، وأهمها الفيتو السعودي الذي بدون دعمها لا أمل بتلقي الهبات والتسهيلات المطلوبة لإنجاح عملية النهوض المالي والاقتصادي، فإذا كانت القروض هي من اختصاص صندوق النقد الدولي IMF فإن الهبات والمساعدات ستكون خليجية الهوية ولن تكون إذا لم يكن الراعي السعودي من المطالبين بها، هذا الراعي إذا كان لم يعلن بعد عن تاييده لتكليف ميقاتي فإنه لم يعلن صراحة عن معارضته له، وكل ذلك مرتبط إلى حد كبير بمآل ومسار الحكومة التي ستشكل.


هذا ويعتقد أكثر من متابع أن الرئيس المكلف سيلتزم بمهلة الشهر التي وضعها لنفسه، وأن كل العقبات التي كانت موجودة والتي كان قد ابتدع قسماً كبيراً منها الرئيس المكلف السابق لم تكن موجودة إلا في ذهن مطلقيها، وهكذا رأينا أن إصرار الحريري على موضوع شرط الثلث المعطل من قبل العهد كان يقابله نفي من فخامة الرئيس، وهذا يعود إلى استحالة تشكيل الحريري الحكومة وليس إلى أي شيء آخر.


الحكومة قريباً
إن منطق التعاون الذي ابداه الرئيس المكلف و الانفتاح على كل الأطراف بدون استثناء ومعاملة الجميع بسواسية واعتماد المعايير الموحدة المتبعة في تشكيل الحكومات، ولا سيما إصراره على التفاهم مع فخامة رئيس الجمهورية هو خير دليل على ان الأمور ستسلك طريقها بسلاسة بعيداً عن المطبات المصطنعة والعراقيل المفتعلة وأن هنالك حكومة في الأفق ستبصر النور حتى قبل انقضاء مهلة الشهر.

MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •