HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

سنة 2021 سنة استعادة العهد للوطن (بقلم جورج عبيد)

3
JANUARY
2021
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

بقلم جورج عبيد -

بادئ ذي بدء، أتوجّه بالمعايدة القلبية إلى سائر اللبنانيين مع بداءة السنة الجديدة، راجيًا لها أن تكون جديدة بالإنسان الجديد المتطهّر بالنعمة والحليف للحق والمتأصّل بالقيم. الأزمنة تتجمّل وتتجدّد وتتجلّى بالإنسان، وليس لها معنى بلا الوجود الإنسانيّ أو من دون إنسانية متفاعلة ونجيبة، فهي الوعاء للمحتوى، أو هي الآنية الخزفية وفي داخلها يستقرّ الكنز.


على الصعيد اللبنانيّ، كان لبنان خلال سنة 2020 تحت ضغط الكوائث والنوائب. إنّه ركام وحطام ماليّ واقتصاديّ وسياسيّ ووبائيّ وأمنيّ. إنّ سنة 2020 سنة سقوط الكيان اللبنانيّ من جذوره بامتياز ما عدّه صديقي الحبيب ربيع الهبر على شاشة الOTV ليس مجرّد وقائع مختلفة ومتعددة، بل هي جراح عدميّة وعبثيّة أثخن بها الجسد اللبنانيّ، حتى بات هزيلاً ومشلولاً وغير قادر على الحراك ولا التكيّف مع ذاته، ولا يملك القدرة على أن ينهض بنظامه الحاليّ، ولكن إن أريد له أن يعيش فيفترض بنا البحث عن نظام بديل، والنخب اللبنانيّة غير متفقة بعد استخراجه واستيلاده.
الخطورة المعيشة أننا اختلفنا على النظام، ثمّ قبلنا بسقوطه مع استمرار الخلاف عليه وقد غدا جثّة متحلّلة ومتشحة بالليل تنتظر الغربان والصقور والنسور والضباع لقتات منها، والمأساة الفائقة الخطورة، أنّنا إلى الآن لم نتفق على بعد على النهوض، وكأننّا أدمنا على استلذاذ السقوط المنطلق من صراع خيارات مهيمن علينا وبقوّة.


لقد كان فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون على حقّ حين أصرّ على أن يكون لبنان صرحًا دوليًّا لحوار الإنسان. رؤيته البعيدة المدى انطقت من استشراف لما ستؤول إليه طبيعة لبنان في ظلّ اتجاه إلى ترسيخ الهويات الدينيّة والقوميّة ضمن دائرة الشرق الأوسط، لا سيّما مع تهويد القدس والدولة الإسرائيليّة منذ سنة 2018 إلى الآن. طموح الرئيس ظهر بالأنموذج الميثاقيّ الذي أسقطته أميركا نفسها في حربها الاقتصاديّة على لبنان، كما أسقطه في المقابل فساد الطبقة السياسيّة، حيث أمراؤها سلبوا خزينة الدولة والمصارف سلبت بدورها ودائع اللبنانيين، فتمّ شل لبنان بالكليّة، وبهذه الوسيلة المترافقة مع نموّ الهويات الدينية بين تركيا وإسرائيل مرورًا بإيران (مع الملاحظة بأنّ حزب الله في لبنان بقي الأوفى والأنقى في ديمومة إقباله إلى الرؤية الميثاقيّة المتأصّلة في ورقة التفاهم بينه وبين التيار الوطنيّ الحرّ)، تم إسقاط النظام السياسيّ، ولكنّ الميثاق لم يأفل فجره بعد، على الرغم من تكاثر الدعوات هنا وثمّة إلى النظام الفدراليّ.


تنتمي الدعوة إلى النظام الفدراليّ إلى حقبة العشرينيات والثلاثينيات من القرن المنصرم. ففي الفترة السابقة للنكبة الفلسطينية تواجد عدد من مسؤولي ما يسمّى آنذاك الوكالة اليهوديّة في لبنان، وتواصلوا مع مرجعيات مارونيّة وسنيّة (قلّة من الطائفة السنيّة تواصلت معها)، ودعا هؤلاء عددًا من النخب المارونيّة من أمثال ألبير نقّاش جورج نقاش الشيخ بيار الجميل الرئيس إميل إدّه شارل قرم... إلى إقامة دولة مسيحيّة مارونيّة مستقلّة ضمن منطلقات قوميّة غابرة وشجعوا على إحياء القوميّة الفينيقيّة، مقابل قيام دولة يهوديّة في فلسطين تطرد الفلسطينيين-المسلمين منها إلى الجوار ويتحصّن الموارنة ضمن حدودهم.


وياتقي من يطالبون بالنظام الفدراليّ مع الرئيس سعد الحريري في دعوته إلى مفهوم إحياء لبنان أوّلاً. ذك أنّ سعد الحريري، اتّشح بالفلسفة الميثاقيّة شكلاً، فيما طموحه منذ سنة 2007 إسقاط الرئيس السوريّ بشّار الأسد (وهو مبرمج على ذلك)، لوصل الخليج العربيّ ببيرّ الشام، فتقوى جذوة الإسلام السياسيّ بآحاديّة مطلقة على حساب الفلسفة الميثاقيّة على المستوى اللبنانيّ، على حساب الشراكة المسيحيّة-الإسلاميّة في دول المشرق العربيّ. ولا بدّ هنا من الاعتراف بأمرين:


1-بأنّ سعد الحريري كان نقطة تقاطع بين تركيا والسعوديّة والإمارات وقطر، في مفهوم الوصل الذي تبرمج عليه، في ظلّ الخلاف الراسخ بين المملكة وتركيا على زعامة الإسلام السياسيّ الموصول ما بين الخليج والشام. والأميركيون شجعّوا على أن يكون الحريري على الرغم من أنه ليس رجلهم الأوّل على المستوى اللبنانيّ والعربيّ الأداة العامدة على إحياء هذا الوصال منذ سنة 2007 بل منذ لحظة اغتيال أبيه رفيق الحريري.


2-بأنّ سعد الحريري يلتقي مع المطالبين بإلنظام الفدراليّ على مفهوم ضرب الكيانيّة اللبنانيّة. فهؤلاء كانوا حلفاءه المزيّفين منذ سنة 2005، واستغلّوا سفك دم أبيه ليتمسرحوا فوق دمائه ويقتاتوا من معجنه ويتجلّوا بأطروحته، وبدلاً من ثورة 14 آذار إلى رحم ولادة وطن جديد، استغلوها بنصر وهميّ قدموه إلى وليد جنبلاط بواسطة فارس سعيد، فاستعاد الخطاب الطائفيّ وهجه على حساب الخطاب الوطنيّ.
آن الوقت على ضوء هذا الاعتراف للقول بأنّ استقالة سعد الحريري بعيد ثورة 17 تشرين الأوّل 2019 الأميركيّة، أصابت الفلسفة الميثاقيّة بالندوب، وهي مستندة على هذا التاريخ العفن الذي مثّله خلال تلك الحقبة المشؤومة، متظاهرًا بأنّه يريد الوطن. إنّ استقالته، ومن دون أدنى شكّ، سمحت لحلفائه هؤلاء لكي يستعيدوا "الفلسفة الفدراليّة"، وبعضهم يمعن بطرحها بخبث واضح مستندًا إلى مرحلة العشرينيات، متكئًا هذه المرّة على الخطاب التطبيعيّ بين عدد من عرب الخليج وإسرائيل، ومتوّهمًا بأن التطبيع سيغلّب الاندراج اليهوديّة المتصهينة على حساب لإسلام السياسيّ، وبأن هذا الاندراج سيمنح المسيحيين وبخاصّة الموارنة إمكانية التفوّق على سواهم من الطوائف الأخرى باستقلال واضح، حتى متى ضعف الإسلام ككيان في العالم العربيّ يستطيع هؤلاء الانقضاض على المسلمين في لبنان وبخاصّة حزب الله، وإعلان الدولة المسيحية المارونيّة في بقعة جغرافية ستكون ضيقة على مقاسهم.


ما يجمع سعد وهؤلاء أنهم أدوات طيّعة في يد مستخدميهم لبعثرة لبنان ضمن مبدأ تفتيت المشرق وترسيم حدود جغرافية واضحة متشحة بالمذاهب والطوائف، اي الاتجاه إلى ما كان يسميه ياسر عرفات بالبلقنة، إذا أمكن.


هذا وحده كاف لتشريح وتوصيف وتحليل الحملة على العماد ميشال عون كرئيس لجمهوريّة لبنان، وكزعيم مشرقيّ. إنها حملة على فكره المشرقيّ بالدرجة الأولى، الذي لا يطاق من الغرب الأميركيّ-الصهيونيّ، وحملة على حركته على فلسفته الميثاقيّة والتي لا تطاق من الغرب عينه، لكونها متوازية ومتلاقية مع فكره المشرقيّ الرحب، وحملة على جذوريته الأبيّة، والتي تأبى التطبيع المجانيّ مع إسرائيل على حساب أمّ القضايا فلسطين وهي جرح الإنسانيّة قاطبة، وحملة على مواقفه الداعمة لسوريا بوجه الحرب عليها والرافضة لأنواع التوطين سواء توطين الفلسطينيين أو السوريين، وحملة على احتضانه للسلاح الردعيّ بوجه إسرائيل وتسويغه السلاح عينه وتشريعه مسيحيًّا في القتال دفاعًا عن سوريا ولبنان معًا.، وحملة على قراءة استراتيجيّة خاصّة بالدور والوجود المسيحيّ المديد كإطار كيانيّ مشرقيّ شريك غير مستولد في كنف الآخرين (ليتذكّر صديقي الحبيب إيلي الفرزلي) بل المتلاقي معه بحب كبير والمؤلّف وإياه تلك الوحدة الطوعيّة المؤمنة بالمواطنة كسبيل لنشوء الدول ورقيّها، وهذا ما يجمعه عينًا بالرئيس السوريّ بشار الأسد وسيد المقاومة ح،س،ن ن،ص،ر،ا،ل،ل،ه. هذا المثلّث بتجلياته ليس ضامنًا لحلف الأقليات بعدما الإسلام السياسيّ الخليجيّ انتهى إلى التطبيع مع إسرائيل، بل هو الضامن للقاء مسيحيّ-إسلاميّ ضمن الهوية المشرقيّة، العامدة على استعادة الحقوق كاملة من دون التفريط بشبر من الأرض والماء والنفط والكرامة.


سعد الحريري متلاق مه هؤلاء لإسقاط النظام، ولذلك كسب التكليف وصعّب التأليف، وهذا من آلية الضغط الممارسة على ميشال عون بعد انفجار مرفا بيروت وهو الذروة في تمتين الضغط وترسيخه لصالح إسرائيل. ومع ذلك وعلى الرغم من الضغوطات، ستكون هذه السنة مصيريّة، ويعتلي رئيس الجمهورية اللبنانيّة عرش الرئاسة من جديد، ليفضح بالأسماء من تآمروا على البلد من خلال تآمرهم على العهد، ومتى فضح وكشف المستورات حينئذ وبعد عملية جراحية إن حصلت سيكون لبنا وطن بالمقاييس الميثاقيّة الجديدة المطلوبة وضمن سياق مشرقيّ رحب.

جورج عبيد ,
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING
  • online ordering system for restaurants
  • The best online ordering systems for restaurants
  •