بقلم جومانا ناهض - ناشطة في التيّار الوطني الحرّ -
أيّام قصر الشّعب كان الأمل بإطلالة العماد عون من قصر الشّعب صارخًا لشعبه "يا شعب لبنان العظيم". ومنذ تلك اللّحظة انطلقت مسيرة النّضال وخاضها العونيّون بحروب ومحاولة إلغاء، إبعاد ومحاولة نفي. لكن لم تنجح كلّ الضّغوطات لا الخارجيّة ولا الدّاخليّة في إحباط ذاك الشّعب الجبّار.
ومضت سنوات كان حضور العونيين يكبر أكثر فأكثر بحضور خيرة شبابه في مراكز مختلفة مهمّة. إلى أن عاد الجنرال في ال ٢٠٠٥ وباتت الحالة العونيّة تيّارًا سياسيًّا يُحسب له آلاف الحسابات. وكانت نقطة التّحوّل في الانتخابات الأولى الّتي خاضها التّيار والّتي حصد فيها مقاعد زعزعت مضاجع الأخصام. ومع كلّ ذلك الحضور اللّافت للتّيار سنة بعد سنة برز جبران باسيل سنة ٢٠١٥ كرئيس حزب التّيار الوطني الحرّ.
أثبت منذ بدايته جرأة وعنادًا ومثابرة فأخرج كلّ جراذين الفساد والسّرقة والمتحكّمين بالبلاد من جحورها، تهدّد تارةً وتتوعّد طورًا، وتفبرك معظم الأوقات شائعات لمحاولة إلغائه. لكنّه بقي عصيًّا أمام كلّ تلك المحاولات.
استلم وزارات كانت في أدنى سُلّم الوزارات فزاد من قيمة عملها وجعلها خلايا نحل لا تهدأ حتّى حلَت في عيونهم فحاربوه فيها ولكنّهم لم يكسروه.
رجلٌ استثنائيٌّ... غيّر مجرى السّياسة في لبنان: من ساسة خاضعين لإملاءات خارجيّة يعملون على إفساد الدّاخل لمصالحهم، إلى سيّاسيّ مناضل لمصلحة لبنان.
نصّ قوانين، قدّم اقتراحات، زار المغتربين أشركهم في الانتخابات. تكلّم مال، اقتصاد، تجارة، صناعة، مجتمع... لم يترك موضوعًا إلّا وحرّكه فطالت عليه الألسن إنّما لم تستطع أن تطاله أو تكسر من عزيمته لأنّه جبران الأبيّ.
قاعدته في توق دائم إلى لقائه وسماع كلماته. تتوق إلى استرداد الثّقة بخيارها بخاصّة مع ازدياد الكذب والإشاعات حول مؤسّس الحزب ورئيسه وحتّى قاعدته الشّعبيّة.
جبران... أتوجه إليك اليوم وأنا الفخورة بانتمائي إلى التّيار لأقول لك ما سيقوله لك الكثيرون من أبناء التّيار: أنا أرفع رأسي بخياري الحزبي. أنا لا أخاف من الغد لأنّه سيكون أحلى-هكذا طمأنتنا- ونحن نثق بك.
أعدك أنّنا لن نسمح لأحد بعد اليوم أن يتناولك بأيّ نوع من الكلام الفاسد والجارح. سنحميك بأقلامنا، بأخلاقنا، وحتّى بسواعدنا متى دعت الحاجة.
جبران... إطلالتك بالأمس شرعة جديدة من حقوق الإنسان، ميثاق للبنان جديد، يوم وطنيّ للانتفاضة على السّارقين والمجرمين.
عندما استمعت إليك تحرّكت الحماسة مجدّدًا في داخلي، طلت السّماء بكرامتي وعزّة نفسي لأنّني تيّار.
جبران أنت فخرنا وعزّتنا.
أنت في هذا العصر ومن رحم الحزن أملنا.