كتب جورج حداد على صفحته عبر "فايسبوك":
5 و 6 و7 آب .. أرويها كما عشتها.
تبدأ القصة يوم الثلاثاء 31 تموز 2001 .. اجتماع الهيئة العامة للتيار في إنطلياس .. أبلغنا المنسق العام اللواء نديم لطّيف أن البطريرك صفير سيزور الجبل (الاحد القادم) ويلتقي وليد جنبلاط في المختارة ومن ثم يجول في البلدات والقرى المسيحية في الشوف وعاليه ..
تداولنا في كيفية مشاركة التيار في هذه المناسبة .. واستقر رأي أغلبية الحاضرين على أن لا يسجل علينا الغياب وتقتصر المشاركة على حضور اللواء لطيف لقداس سيدة التلة في دير القمر حيث كان من المقرر أن يترأسه البطريرك ويشارك فيه إميل لحود ..
يوم السبت 4 آب .. علمت أنه ستكون للبطريرك محطة في الكحالة في طريق عودته .. ومن دون تردد دعوت عدداً من رفاقي في تيار الحدت وطرحت عليهم فكرة المشاركة في الكحالة ورفع يافطات تطالب بانسحاب الجيش السوري .. وتواعدنا على الإنطلاق عند الرابعة من عصر الأحد ..
الاحد 5 صباحاً .. وأثناء قيام عدد من الطلاب الجامعيين بتوزيع النشرة اللبنانية ( يصدرها الجنرال أسبوعياً من باريس ) تم احتجاز 5 او 6 منهم في محيط الصالومي .. من بينهم طوني اوريان - جان باسيل - ناجي ديب - سنتيا زرازير - طوني حرب ..
الاحد 5 آب عصراً .. ليندا فياض - مورين سعد - ربيع طراف - باسكال مطر - الان زيلع - شرفان شرفان - جوزف قبلان - مارون سعد - بسام بحوث - روي أبي خليل ( من الكحالة كان ممن التحقوا بمجموعة الحدت بسبب كونها اول مجموعة منظمة ) الوزير غسان عطالله - وجورج الحداد .. تلاقينا أمام مدرسة الحكمة - برازيليا وانطلقنا الى كوع الكحالة حيث كان يتجمع عشرات من النساء والشبان لاستقبال البطريرك .. وعلى الفور اخرجنا 3 يافطات كتب على إحداها " الانسحاب السوري الآن" والثانية " لا للاحتلال السوري" والثالثة " سوريا في سوريا ولبنان في لبنان " .. ورحنا على عادتنا في التجمعات نصرخ .." سيادة حرية استقلال " ولحسن حظنا تأخر وصول البطريرك لساعتين كانتا كافيتين ليتجاوب معنا كل الحاضرين فهتفوا معنا .. ولحسن حظنا أكثر كانت ال MTV هناك .. وكان مصورها ايلي ياغي من الحدت بالذات وهو من أشد مناصري الجنرال .. فما بخل علينا بنقل الصورة والمشهد حتى قررت ادارة المحطة أن تنقل الحدث مباشرة على الهواء .. تذهب وتعود الكاميرا الى يافطاتنا وتنقل بالصوت هتافاتنا .. ويتأخر وصول البطريرك ونكسب وقتاً اكبر من البث المباشر وهكذا وصل صوتنا الى كل لبنان ..
المفاجأة كانت عند وصول البطريرك .. ما كاد يلقي التحية على المتجمعين في استقباله حتى قال بالحرف " ما هكذا تكون المطالبة بالاستقلال " !!! .. وفي اللحظة ادركت أنه " هدر دمنا " .. علماً انه وطيلة تواجدنا في موقع الاستقبال كانت كاميرا المخابرات تصور وجوهنا وقد حملها جندي بلباسه العسكري وليس المدني ..
الاثنين 6 آب .. مخابرات الجيش تقوم ومنذ الصباح بحملة استدعاءات ومداهمات في الحدت .. الان زيلع وباسكال مطر اول الموقوفين كما يقوم اكثر من جهاز بنصب حواجز سعياً وراء الباقين .. وبالتوازي وكخطوة تحدي تعمد مجموعة من الطلاب الى توزيع نسخ من النشرة اللبنانية في منطقة الدورة .. حيث يتم توقيف مارون ناصيف وماريو شمعون وكارلا جريج ورامي صليبا وميشال حلاق وشربل إسبر ..
باقي القصة .. يوم الثلاثاء 7 آب عصراً .. تجتمع الهيئة العامة في مكتب إنطلياس حيث تداهمنا فرقة كبيرة من مخابرات الجيش والمكافحة وتحتجز كامل أعضائها واغلب من تواجد في المكتب من طلاب ومتطوعين ..
الخميس 9 آب .. من رفاقي علمت بما جرى أمام قصر العدل في بيروت ..
باقي تفاصيل الاحتجاز والاستجواب في وزارة الدفاع والمحكمة العسكرية وصولا الى سجن رومية .. أرويها في مناسبة أخرى ..
✓ من بداية تنظيم التيار سنة 1998 وحتى نهاية العام 2004 كنت رئيس المكتب الاعلامي في التيار ، وبهذه الصفة كنت أول من استدعي الى الاستجواب في وزارة الدفاع صباح الاربعاء 8 آب بعدما كنت قد أمضيت ليلة 7 مع باقي رفاقي الموقوفين في هنغار كبير في الفياضية بالقرب من مستشفى سان شارل ..