حذّر خبراء من انتشار سريع لسلالة متحوّلة من الإنفلونزا قد تُغرق المستشفيات هذا الشتاء وتتسبّب في وفيات قياسية بالمملكة المتحدة. وظهرت السلالة الجديدة، الأشد عدوى ونقلاً، في وقت أبكر من المعتاد، ويصفها مختصون بأنها "أكثر سخونة" و"أكثر شراسة" وقد تطال شرائح أوسع من السكان.
وقالت البروفيسور نيكولا لويس، مديرة مركز الإنفلونزا العالمي في معهد فرانسيس كريك، لـ"بي بي سي": "لم نشهد فيروساً مثل هذا منذ فترة… هذه الديناميكيات غير عادية. لستُ مذعورة، لكنني قلقة". وبحسب الخبراء، شهد حزيران الماضي تحوّلاً كبيراً في فيروس H3N2 مع ظهور سبع طفرات دفعة واحدة، ما يزيد حدّته، لا سيما لدى كبار السن.
وسجّلت إنكلترا خلال الأسبوع الماضي ارتفاعاً بنسبة 60% في حالات دخول المستشفيات بسبب الإنفلونزا، من 251 إلى 422 حالة، وهو مستوى لا يُرى عادةً إلا مطلع كانون الأوّل. ويأتي ذلك عقب أكبر موسم إنفلونزا على الإطلاق في أستراليا (أكثر من 410 آلاف حالة)، وهو ما يُعدّ مؤشراً مبكّراً على ما قد تشهده المملكة المتحدة.
وحذّر السير جيم ماكي، الرئيس التنفيذي لـ"NHS إنغلاند"، من أن موسم إنفلونزا سيئ قد يضرب بينما تخرج الخدمة الصحية من إضراب الأطباء لخمسة أيام، إذ من المقرّر أن ينفّذ الآلاف منهم إضراباً بين 14 و19 تشرين الثاني على خلفية خلاف حول الأجور وظروف العمل. واعتبر أن تزامن الإضراب مع موجة الإنفلونزا قد يدفع المستشفيات إلى "أقصى طاقتها" بين كانون الأوّل وآذار.
في الوقت نفسه، نبّه مسؤولو الصحة إلى أن كثيرين من المعرضين لخطر الإنفلونزا قد لا يدركون أهليتهم للتطعيم. وحتى الآن لم يتلقَّ اللقاح سوى 28.9% من المصابين بأمراض مزمنة. وتُظهر البيانات أن وفيات الإنفلونزا في إنكلترا تضاعفت العام الماضي إلى 7757 وفاة، مقارنة بـ3555 وفاة في عام 2023. وقال دانكان بيرتون، كبير مسؤولي التمريض في إنكلترا: "نصدر استغاثة عاجلة للأشخاص المؤهلين الذين لم يتلقّوا اللقاح بعد".
