HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

غموضٌ خطير يهدّد بتصعيد

10
NOVEMBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

ستيفن إيرلانغر- نيويورك تايمز

يُصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أنّ الضربات الأميركية قد «أبادت» برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني هذا الصيف، لكنّ المسؤولين والمحلّلين الإقليميِّين أصبحوا أقل اقتناعاً بذلك في الأشهر التي تلت، ويحذّرون من أنّ اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وإيران ليس إلّا مسألة وقت.

انتهى الشهر الماضي الاتفاق المُبرَم عام 2015 والمُصمَّم للحدّ من تخصيب إيران لليورانيوم. وأُعيد فرض العقوبات الصارمة على طهران. ويبدو أنّ المفاوضات حول برنامجها النووي قد ماتت، على الأقل راهناً. أمّا مخزون إيران من اليورانيوم العالي التخصيب، الذي يكفي لصنع 11 سلاحاً نووياً، فهو إمّا مدفون تحت الأنقاض كما تزعم طهران، أو نُقِل سراً إلى مكان آمن كما يعتقد المسؤولون الإسرائيليّون.

كما يبدو أنّ إيران تواصل العمل على موقع تخصيب جديد يُعرف باسم «جبل الفأس»، وقد رفضت منح المفتشين الدوليِّين حق الوصول إلى هذا الموقع أو أي مواقع نووية مشتبه فيها أخرى، غير تلك التي أعلنت عنها مسبقاً.

النتيجة هي حالة غموض خطيرة، لا مفاوضات، لا يقين بشأن المخزون الإيراني، ولا رقابة مستقلة. ويعتقد كثيرون في الخليج، أنّ هذا يجعل هجوماً إسرائيلياً آخر على إيران أمراً شبه حتمي، بالنظر إلى قناعة المسؤولين الإسرائيليِّين الراسخة منذ زمن بأنّ البرنامج النووي الإيراني يُشكّل تهديداً وجودياً. من المرجّح أن تردّ إيران على أي هجوم إسرائيلي بطريقة أقل تقييداً ممّا فعلت في حزيران، بحسب علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية. وأضاف أنّ مسؤولين إيرانيِّين أبلغوه أنّ مصانع الصواريخ تعمل على مدار الساعة، وإذا اندلعت حرب جديدة، «فإنّهم يأملون في إطلاق 2000 صاروخ دفعة واحدة لإغراق الدفاعات الإسرائيلية، وليس 500 صاروخ على مدى 12 يوماً كما فعلوا في حزيران».

ولا توجد أدلة تشير إلى أنّ هجوماً جديداً وشيك، لكنّ «إسرائيل تشعر أنّ المهمّة لم تكتمل، ولا ترى سبباً لعدم استئناف الصراع، لذلك تُضاعِف إيران استعداداتها للجولة المقبلة»، بحسب فايز.

تجد إيران نفسها اليوم أكثر عزلة عن الغرب ممّا كانت عليه منذ عقود. أمّا القوى العربية الإقليمية مثل السعودية ومصر والإمارات، فقد عزّزت نفوذها على واشنطن والرئيس ترامب، جزئياً عبر الروابط الاقتصادية وجزئياً من خلال استعدادها للعمل مع الولايات المتحدة لإيجاد تسوية دائمة لحرب غزة. ومن المقرّر أن يتوجّه الرئيس الجديد لسوريا إلى البيت الأبيض اليوم لطلب الدعم الأميركي، بعدما كانت دمشق حليفاً استراتيجياً لإيران في ظل حكومة الأسد التي انهارت العام الماضي.

تزامناً، تسعى هذه القوى الإقليمية إلى الحفاظ على علاقاتها مع طهران، بحسب سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «تشاتهام هاوس». وأضافت أنّهم لا يُريدون حرباً إقليمية جديدة، ويُبدون احتراماً لقدرة إيران، على رغم من ضعفها، على خلق عدم استقرار من خلال قواتها العسكرية ومن خلال وكلائها في لبنان، العراق، اليمن، الخليج الفارسي وأماكن أخرى.

وأوضحت سوزان مالوني، الخبيرة في الشأن الإيراني ومديرة برنامج السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينغز: «إيران أضعف ممّا كانت عليه في أي وقت منذ الغزو الأميركي للعراق، لكنّها ليست ضعيفة إلى حدّ يجعلها غير ذات صلة. إيران الضعيفة أسهل على دول الخليج في التعامل معها والاحتفاظ بها قريبة، لأنّها في حالة يأسها قد تصبح أكثر خطورة».

وحذّر المسؤولون الإسرائيليّون منذ حزيران من أنّهم مستعدّون لمهاجمة إيران مرّةً أخرى إذا اقتربت من إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنكره طهران دائماً. ويُدرك الإسرائيليّون أنّ البرنامج النووي الإيراني تضرّر لكنّه لم يُدمّر، جزئياً لأنّ الرئيس ترامب أوقف حرب حزيران قبل أن تنتهي بالشكل الذي أرادته إسرائيل.

وأوضح إتش هيلير، الباحث في مركز التقدّم الأميركي في واشنطن والمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: «تسعى إسرائيل إلى ضمان احتواء البرنامج النووي الإيراني، ولن تحصل على ذلك عبر المفاوضات، لذا أعتقد أنّ الإسرائيليِّين ينوون الضرب مجدّداً. الإيرانيّون يُعيدون البناء، لكن بمجرّد تجاوزهم خطاً معيّناً، ستهاجمهم إسرائيل مرّة أخرى».

كما تتطلّع الدول العربية إلى التعاون مع ترامب لضمان فرض بعض القيود على إسرائيل، التي تطمح لأن تكون قوة مهيمنة إقليمياً بعد تدميرها لغزة و»حماس» و»حزب الله» وإضعافها لإيران. ويُشجّع المسؤولون العرب على استئناف المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، لكنّهم لا يُبدون تفاؤلاً كبيراً في الوقت الراهن.

وأعلن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الثلاثاء، أنّ العداء الأميركي لإيران «عميق الجذور». وأضاف في خطاب لمناسبة الذكرى السنوية لاحتلال السفارة الأميركية في طهران في 4 تشرين الثاني 1979: «الطبيعة المتغطرسة لأميركا لا تقبل بشيء سوى الاستسلام».

ويبدو أنّ تصريحاته تهدف إلى منع أي مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأسبوع الماضي، أنّ واشنطن قدّمت «شروطاً غير مقبولة ومستحيلة»، من بينها محادثات مباشرة ووقف كامل يمكن التحقق منه لتخصيب اليورانيوم. وقد جدّد رفضه للمحادثات المباشرة ولوقف التخصيب.

لكنّه كرّر أنّ إيران ما زالت منفتحة على محادثات غير مباشرة بشروط معيّنة، تشمل ضمان عدم حدوث أي هجمات عسكرية أو ضغوط اقتصادية إضافية، وتعويضاً عن أضرار الحرب، وهي مطالب ترفضها واشنطن. وحذّر عراقجي أيضاً إسرائيل من «عواقب وخيمة» لأي هجوم مستقبلي. ومع استمرار الجمود الديبلوماسي، تدور في إيران مناقشة حول كيفية المضي قدماً، وسط خيارات محدودة، بحسب فايز. بعض المسؤولين الإيرانيِّين يُريدون التوصّل إلى تسوية وإبرام صفقة مع ترامب، معتبرين أنّ إيران غير قادرة حتى على إبقاء الأنوار مضاءة، وأنّ استمرار المقاومة يخدم مصالح إسرائيل وقد يؤدّي إلى انهيار الحكومة الإيرانية تحت ضغط الشارع.

بينما يُفضّل آخرون المواجهة، لأنّهم يرَون أنّه من المستحيل التعامل مع ترامب، الذي انسحب من اتفاق 2015 النووي، وأثار غضب إيران مجدّداً عبر قصفها لمساعدة إسرائيل في خضم جولة أخرى من المفاوضات النووية. لكنّ كلا المعسكرَين يعتبر أنّ جولة جديدة من المواجهة مع إسرائيل حتمية، وأوضح فايز: «لذا تضاعف البلاد استعدادها للجولة المقبلة، وتريد أن تفضي إلى توازن جديد يُزيل شعور الضعف الإيراني».

وأعلن رافاييل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنّ المنظمة تعتقد أنّ الجزء الأكبر من مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب نجا من الحرب، لكنّ وضعه غير واضح في غياب عمليات التفتيش. وقدّر أنّ إيران تمتلك نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو قريب من درجة الاستخدام العسكري.

 

 

الجمهورية
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING