انتقدت أكثر ولايات أستراليا سكاناً اعتزام جماعة مؤيدة للفلسطينيين تنظيم فعالية احتجاجية في سيدني اليوم (الثلاثاء)، الذي يوافق الذكرى الثانية للهجمات التي شنتها حركة «حماس» على إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص وأشعلت فتيل الحرب الحالية في غزة.
وأدى القصف الإسرائيلي منذ ذلك الحين، إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وتشريد غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة وتضورهم جوعاً في القطاع الذي دمره القصف المتواصل.
وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تخطط جماعة تدعى «ادعموا فلسطين - أستراليا» لتنظيم فعالية «المجد لشهدائنا» مساء اليوم في ضاحية بانكستاون بسيدني، وهو ما أثار تنديداً من كريس مينز رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز التي تضم سيدني.
وقال مينز لمحطة «2جي بي» الإذاعية: «توقيت فظيع، وعديم الإحساس بشكل صادم».
وأضاف: «نتفهم أن هناك قلقاً بشأن المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة، ولكن القيام بذلك... يوم السابع من الشهر، يبدو تمجيداً لأفعال إرهابيي (حماس) هؤلاء، وليست ظروف أولئك الذين يعيشون في غزة».
واحتجزت «حماس» نحو 251 شخصاً رهائن في الهجمات، يعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة في غزة.
وقالت المحامية والناشطة الفلسطينية راميا عبده سلطان، التي من المقرر أن تتحدث في الفعالية، في مقطع مصور على حساب الجماعة بـ«إنستغرام»، إن الفلسطينيين تم إسكاتهم ولا يُسمح لهم بالحداد والحزن على أحبائهم.
وأضافت: «قرر رئيس وزرائنا في أستراليا تجاهل آلاف الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم خلال العامين الماضيين كلياً».
وتُنظم احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في كل من سيدني وملبورن في مطلع كل أسبوع تقريباً، ويشارك الآلاف في بعضها.
ومن المقرر تنظيم مظاهرة عند دار الأوبرا في سيدني يوم الأحد، والتي قال المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين إنه سيعترض عليها. وقدمت الشرطة طلباً إلى المحكمة لمنع المظاهرة، عازية ذلك لأسباب تتعلق بالسلامة.
وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إن أي فعاليات احتجاجية في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي يوصف باليوم الأكثر دموية لليهود منذ المحرقة النازية (الهولوكوست)، من شأنها أن تقوض دعم «القضية الفلسطينية».
وكانت حكومته التي تنتمي إلى يسار الوسط، قد اعترفت الشهر الماضي رسمياً، إلى جانب كندا وبريطانيا، بدولة فلسطينية في إطار الجهود الرامية إلى دفع حل الدولتين.
واليوم، شوهدت رسالة تقول «المجد لـ(حماس)» على لوحة إعلانية، وأخرى تقول «السابع من أكتوبر، افعلوها مجدداً» على جدارين على الأقل في ملبورن. ووصف ألبانيزي الرسالة المكتوبة على اللوحة الإعلانية بأنها عمل «بغيض» و«دعاية إرهابية».