قالت وزارة الخارجية اليوم الروسية، الجمعة، إن كلًّا من واشنطن وطهران، إضافة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعاملوا بجدية مع المقترح الروسي القاضي بنقل فائض اليورانيوم المخصب من إيران، في إطار مساعٍ لحلّ الأزمة المرتبطة ببرنامج طهران النووي.
وفي تصريح لوكالة "نوفوستي"، أوضح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن بلاده قدّمت هذا الاقتراح إلى الجانبين الأميركي والإيراني، مضيفًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم به أيضًا، وأنه لا يزال في مراحله الأولية ولم يُبحث بعد من حيث التفاصيل أو آلية التنفيذ.
وبيّن ريابكوف أن الاقتراح الروسي يهدف إلى معالجة قضيتين أساسيتين: الأولى تتعلق بإصرار إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، والثانية تتصل بمخاوف دولية من تراكم كميات من اليورانيوم المخصب في إيران تتجاوز المستوى المستخدم في الوقود النووي المدني.
وأضاف أن موسكو ترى أن تحويل هذه الكميات إلى منتج تجاري عبر معالجتها خارج إيران – سواء لصناعة الوقود النووي أو لأغراض تجارية أخرى – يمكن أن يُسهم في تقليص التوترات وتحقيق توازن بين مطالب إيران والمخاوف الغربية.
وأكد ريابكوف أن المقترح يعكس جدية موسكو في البحث عن حلول واقعية ومُرضية لجميع الأطراف، رغم عدم وضوح شكل الحوار المحتمل أو موعده.
وتأتي التصريحات الروسية في وقت جددت فيه طهران تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي أو الصاروخي، معتبراً إياه جزءًا لا يتجزأ من قدراتها الدفاعية والردعية.
من جانبه، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أبدى في وقت سابق استعداد بلاده للمساعدة في نقل الكميات الزائدة من اليورانيوم الإيراني إلى الخارج لمعالجتها واستخدامها بشكل سلمي.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن طهران أصدرت قانونًا يعلّق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى حين ضمان سلامة المنشآت النووية الإيرانية، مشددًا على أن استمرار التعاون في ظل الظروف الحالية أمر "مستحيل".