A
+A
-يواجه المرشح لمنصب عمدة مدينة نيويورك الأمريكية، زهران ممداني انتقادات حادة من أعضاء الكونغرس اليهود المنتمين إلى الحزب الديمقراطي بسبب مواقفه المناهضة لإسرائيل.
ويعد ممداني، عضو الجمعية التشريعية في ولاية نيويورك، من المفاجآت السياسية الكبرى بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك الشهر الماضي.
وقد سبق له أن عبر عن تأييده لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، كما أثار الجدل بسبب رفضه إدانة الشعار الشعبي في التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين: "عولمة الانتفاضة" (Globalize the Intifada).
وقالت النائبة واسرمان شولتز، وهي أول امرأة يهودية تمثل ولاية فلوريدا في الكونغرس، في تصريح لصحيفة The Hill: "رفضه إدانة مصطلح عولمة الانتفاضة يكشف عن استخفافه الصارخ بمعاداة السامية والنشاط الإرهابي... لا يمكن لأي شخص يهمني أمره إلا أن يبتعد عنه بالكامل. إنه أمر مقلق للغاية وقد ينطوي على خطر حقيقي".
وانضم النائب الديمقراطي عن ولاية فلوريدا، جاريد موسكوفيتز، إلى الانتقادات، إذ قال للصحيفة: "أعتقد أنه مخطئ في كل تلك القضايا. إذا لم يستطع التصريح بأن عولمة الانتفاضة مصطلح معادٍ للسامية، فمن الواضح أنه سيساهم في تعقيد المشكلة، لا في حلها".
ويرتبط مصطلح "الانتفاضة" عادة بحركات احتجاجية، إلا أن الغالبية العظمى من اليهود تربط المصطلح بمرحلتين داميتين من الهجمات الفلسطينية في إسرائيل خلال أواخر الثمانينيات وبداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وقد سبق لممداني أن دعا إلى مقاطعة الجامعات الإسرائيلية أكاديميا، كما تعهد بمحاولة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال زار نيويورك أثناء توليه منصب العمدة.
وقال النائب الديمقراطي اليهودي عن ولاية أوهايو، غريغ لاندسمان، في بيان لـThe Hill: "مواقفه تمثل مشكلة حقيقية، لا سيما في ظل تصاعد العنف المعادي للسامية. فقد شهدنا مؤخرًا مقتل يهوديين في واشنطن العاصمة في فعالية كان من الممكن أن يحضرها بعضنا لولا التزامات التصويت، وفي بولدر تم إشعال النار في يهود. والآن يطل هذا الجدل من جديد. إنه بالتأكيد مصدر قلق كبير".
ويسود اهتمام واضح لدى القادة الديمقراطيين اليهود على المستوى الوطني إزاء السباق الانتخابي في نيويورك.
وقالت هايلي سويفر، المديرة التنفيذية لـJewish Democratic Council of America، في مقابلة مع The Hill: "اليهود الأمريكيون في نيويورك وخارجها يشعرون بالقلق إزاء مواقفه من إسرائيل ودفاعه المستمر عن هذا الشعار الذي نراه دعوة إلى العنف. وفي وقت يتصاعد فيه معاداة السامية، فإن استمراره في الدفاع عن هذا الشعار أمر غير مقبول إذا كان يطمح إلى تولي منصب عمدة المدينة التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود في العالم".
ورغم أن بعض الديمقراطيين اليهود سارعوا إلى مهاجمة ممداني، فإن آخرين في الكونغرس من بينهم السيناتور تشاك شومر والنائب جيري نادلر، وكلاهما من نيويورك، عبّروا عن دعمهم أو تأييدهم له، مما يدل على أن ترشحه بات يُعد مؤشراً لموقع إسرائيل في مستقبل الحزب الديمقراطي.
وأشار استطلاع رأي أجرته شركة American Pulse الأسبوع الماضي إلى أن نصف الناخبين في نيويورك قالوا إنهم أصبحوا أقل ميلا للتصويت لممداني بعد معرفتهم بمواقفه من حركة BDS وشعار "عولمة الانتفاضة"، في حين قال الثلث إن تلك المواقف دفعتهم إلى تأييده بشكل أكبر. إلا أن نسبة الذين أعربوا عن نفورهم من مواقفه كانت أقل بكثير بين صفوف الديمقراطيين مقارنة بالجمهوريين.
من جهته، قال النائب الديمقراطي البارز جيمي راسكين، وهو يهودي أيضا ويمثل ولاية ماريلاند، إن على الديمقراطيين دعم ممداني. وأوضح: "موقفنا هو أننا يجب أن نعولم حقوق الإنسان والسلام والأمن لكل دولة ولكل شعب، وكل ما سمعته منه يتماشى مع ذلك"، مضيفًا: "شعار عولمة الانتفاضة ليس شعاره الشخصي".
أما النائب اليهودي عن نيويورك، دان غولدمان، فلم يعلن دعمه لممداني، لكنه قال في بيان للصحيفة إنه أوضح للمرشح البالغ من العمر 33 عاما أنه يجب عليه اتخاذ خطوات استباقية لحماية جميع سكان نيويورك.
وأضاف: "أنا وزهران نتشارك الرغبة في دعم الفئات الضعيفة في المدينة وجعلها أكثر أمنًا وميسورة التكلفة. ومن هذا المنطلق، شرحت له لماذا يشعر اليهود في نيويورك بعدم الأمان، وأكدت له أنه، في حال أصبح عمدة، لا بد له من إدانة الكراهية ضد اليهود والدعوات إلى العنف، وأن يظهر بوضوح استعداده لاتخاذ خطوات عملية لضمان أمن وسلامة كل سكان المدينة".