أثار مقطع مصوّر نُشر أمس من فعالية رسمية في تل أبيب جدلاً واسعًا في الشارع الإسرائيلي، بعدما ظهرت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهي تهمس له خلال كلمته معلّقة على عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في قطاع غزة، ما اعتُبر من قبل كثيرين "فضحًا غير مقصود" لمعلومة يُفترض أنها خاضعة للرقابة العسكرية.
وخلال مشاركته في إحياء "اليوم الوطني لضحايا الهجمات المسلحة من الجنود والمدنيين"، قال نتنياهو إن "هناك ما يصل إلى 24 رهينة على قيد الحياة في غزة". لكن زوجته سارة، التي كانت تجلس إلى جانبه، قاطعته هامسة: "أقل". فردّ نتنياهو مباشرة: "ما يصل إلى 24 رهينة على قيد الحياة"، وكأنه حاول تدارك الموقف وتخفيف وقع التلميح العلني.
وسرعان ما انتشر الفيديو عبر منصات التواصل، ورافقته موجة استياء واسعة في الداخل الإسرائيلي، لا سيّما بين أهالي الأسرى، وبعض الصحافيين والمعلّقين في وسائل الإعلام الاسرائيلية.
الصحافي مايكل شيميش من هيئة البث الرسمية "كان"، كتب على منصة "إكس": "كيف وصلت معلومة مشمولة بالرقابة إلى سارة نتنياهو؟ ولماذا نُشرت عبر فيديو رسمي صادر عن مكتب رئيس الحكومة؟"
أما منتدى عائلات الأسرى، فاتهم نتنياهو بـ"بث الذعر في قلوب العائلات التي تعيش أساسًا حالة من الغموض والتخبط"، مضيفًا في بيان: "ماذا تقصدون بكلمة أقل؟ هل تعرفون شيئًا لا نعرفه؟ نطالب بتوضيح فوري من رئيس الحكومة وزوجته، ونشر أي معلومات جديدة أو استخباراتية حول حالة أبنائنا".
ومع تصاعد الانتقادات، خرج أحد أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي ليؤكد أن عدد الأسرى الأحياء هو 24، مشيرًا إلى أن "هذا الرقم هو التقدير الرسمي نفسه الذي نقله منسق شؤون الرهائن والمفقودين إلى الوسطاء"، بحسب ما نقلت صحيفة "جيروزالم بوست".
وبحسب التقديرات الإسرائيلية الرسمية، فإن 59 إسرائيليًا لا يزالون محتجزين في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول 2023، ويُعتقد أن أكثر من نصفهم قد قُتلوا، فيما لا يزال مصير آخرين مجهولًا، في ظل تعثّر المفاوضات التي تُجرى بوساطة قطرية ومصرية وأميركية.