أكد مطلق مبادرة الطاقة اللبنانية الإغترابية LDE النائب جبران باسيل"أن نظرتنا البعيدة تشمل النقاط التالية بالنسبة للمنتشرين:
1 - مجلس وطني للانتشار،
2 - تثبيت حقوق الانتشار بالدستور،
3 - اعطاء المنتشرين افضليّات عبر تشريعات خاصة بهم،
4 - تحسين تواصل المنتشر مع دولته،
5 - اطلاق برامج ثقافية اغترابية مثل مدارس اللغة،
6 - ادراج الانتشار في مناهج التعليم،
7 - دعم الانتاج المعرفي ليعكس الهوية اللبنانية،
وعدم اقحام الانتشار في خطاب سياسي لأغراض انتخابية ظرفيّة؛ وهذه كلّها في صلب دور ومسؤولية نواب الانتشار".
وشدد باسيل في مؤتمر الطاقة الإغترابية الذي انعقد تحت عنوان "مهما تفرقنا.. لبنان بيجمعنا" وبنسخته المختصرة على أن "الأهم، اننا نتصدّى لعملية إلغاء 3 حقوق للمنتشرين: التصويت من الخارج
_ التمثيل المباشر
_ الترشّح من الخارج.
وأكد: هذه خطيئة وطنية لا بل جريمة استراتيجية بحق لبنان الدولة والوطن والكيان، تتحمّل مسؤوليّتها الكنيسة اولاً، والقوى السياسية والنيابية ثانياً المتواطئة فيما بينها، وثالثاً المنتشرين اللبنانيين المدركين وغير المدركين لما يقومون به، ورابعاً الحكومة المتقاعسة عن تنفيذ القانون الحالي بالرغم من قدرتها وعلمها بكيفية تنفيذه، والمجلس النيابي خامساً في حال أقرّ إلغاء او تعليق الفصل المتعلّق بالمنتشرين. ونحن سنبقى الصوت الصارخ لحقوق ومصالح الانتشار اللبناني".
وشدد باسيل على أن لبنان يجب أن يبقى رسالة حريّة وتنوّع في هذا العالم، رسالة تنبع من داخله وأيضا من آسيا وافريقيا واميركا الشمالية واميركا اللاتينية واوقيانيا واوروبا. وقال؛ لبنان بحاجة لتنسيق طاقاته، كي لا يكون اللبناني مشتّتا، بل منتشرا ومنظّما ومتواصلا ولكي يكون اقوى. وعندما يلتقي الداخل مع الخارج يولد وطن اقوى واكبر من الجغرافيا، وعندئذ يكون خلاص لبنان لا بل ينهض، يطير ويحلّق!
وأكد أن ليس مطلوباً من لبنان أن يصطّف بمحور ولكن مطلوب منه ألّا يغيب فهو ليس شاهداً على الانهيار ولكنه شريك بالنهوض. وقال: لبنان لا ينقذ بمحاور بل بانتشار حرّ بأفراده ولكن مرتبط بدولة عادلة، فالاغتراب هو المختبر الطبيعي لهويّة لبنانية منفتحة.
وقال باسيل: بكثير من الفرح نستقبلكم في مؤتمر الـ LDE بعد انقطاع ست سنوات بسبب ظروف البلد المعروفة، ونشكركم على حضوركم بالرغم من الأوضاع الصعبة.
وتابع: LDE الطاقة الاغترابية اللبنانية ليس مؤتمراً فحسب، بل هو طاقة انتشار لبناني بالعالم ومساحة تلاقي المنتشرين حول فكرة اللبنانية -Lebanity – libanité – Libaneided،والتي هي رابطة انتمائنا للبنان، وكيف نجعل منها طاقة ايجابية في خدمة لبنان. بسبب تنوّعنا، نحنا لسنا طائفة أو عرقاً أو قومية، بل اربطنا جينات لبنانية، لذا: "مهما اختلفنا ... لبنان بيجمعنا".
وأكد باسيل: الانتشار اللبناني ليس جاليات موزَعة في العالم، ومن الخطأ التعاطي معه على انه ملف موسمي، او Machine ATM او صوت انتخابي. نتعاطى معه على انه طاقة بشرية وقوّة استراتيجية. لبنان هو بلد التوازنات بين الطوائف، ولكن توازن لبنان الداخلي لا يكتمل الا بتوازنه مع انتشاره.
وأضاف: هو طاقة انتماء للبنانيّتنا التي يجب أن تكون فوق اي انتماء آخر. هو طاقة علم وثقافة، خبرة ونجاح، اقتصاد ومال، سمعة وثقة عالمية، علاقات وتأثير. طاقة اللبنانية هي الـ Resilience.
وقال: اللبنانية هي تأقلم مع الصعاب وتحمّلها وتحويلها الى طاقة ايجابية. تأقلمتم في الخارج وتأقلمنا في الداخل، تحمّلتم وتحمّلنا، وما أبقانا على قيد الحياة هو لبنانيّتنا.
وأوضح باسيل: عندما كنت وزيراً للخارجية، تعاملت مع الانتشار كقضيّة وطنية بحاجة لخطّة وطنية توضع في قلب السياسة الخارجية، وليس على هامشها. لذا، تقدّمت بقانون لإنشاء مجلس وطني للإنتشار، يكون منتخباً وممثلاً للإنتشار بكل فئاته على أن يكون له صلاحيات جوهريّة بخصوص المنتشرين. كما تقدّمت بقانون يعطي المنتشرين حوافز وامتيازات اقتصادية ومالية، وبقانون آخر لتعديل اسم الوزارة ليكون "وزارة الخارجية والمنتشرين والتعاون الدولي".
وأكد: نجحنا بإقرار قانون استعادة الجنسية وكرّسناه كحق لأن الهويّة هي اغلى ما عندنا. وفتحنا باب المشاركة السياسية للمنتشرين بالقرار الوطني لأوّل مرّة بتاريخ لبنان.
زرنا اللبنانيين بـ 158دولة ومدينة، عقدنا 16 مؤتمراً للطاقة الاغترابية في لبنان والخارج، فعّلنا دور السفارات ووسّعنا انتشار القنصليات، وعيّنا 20 ملحقا اقتصاديا من افضل الكفاءات (لغيوهم)، وعيّنا 118 قنصلاً فخرياً واللائحة كان بعدها طويلة (بس اوقفوهم!) اطلقنا المنصّة الالكترونية للوزارة e-mofa، التي تؤمنّ تواصلاً مباشراً بين المنتشرين وسفاراتهم لينجزوا معاملاتهم الكترونياً، انهينا مرحلتين وللأسف تم ايقاف المرحلة الأخيرة، والأهم في 17 تشرين.
وتابع باسيل: اطلقنا عشرات المشاريع والمبادرات ومنها بيت المغترب اللبناني و LDE و Lebanon connect واشترِ لبناني، و Diaspora Diplomacy و Gastro Diplomacy، وأسسنا غرف تجارة وتجمّعات مهنية وعقدنا اتفاقات اقتصادية وتجارية.
وأوضح: هذه الخطوات لم تكن ظرفيّة، ولا انجازاً شخصياً، بل كانت مساراً تأسيسياً نريده أن يستمرّ ولهذا نحن مجتمعون اليوم في مؤتمر الـ LDE بنسخة خاصة مصغّرة بالميلاد ورأس السنة رقمها 17.
وتوجّه الى المنتشرين بالقول: بعدما غادرت الوزارة تابعت الالتزام بقضيّة الانتشار من موقعي، ولكن توقّف توقيع مراسيم الجنسية خوفاً من الإقبال عليها، وكأن استعادة او إختيار اللبنانيين لجنسيتهم يضرب الديمغرافيا او يصيب الهوية بدلا من أنّ يصونها.
كما تم تعليق في عام 2022 انتخاب المنتشرين لنواب يمثلونهم في الخارج، واليوم في 2026 هناك توجّه، لا بل هناك اتفاق ضمني، لتعليق كامل حقوق المنتشرين بالتصويت في الخارج.
وتابع: في المقابل، تقدّمنا بقانون جديد محسّن لاستعادة الجنسية يسهّل ويسرّع اجراءاتها ويمنع وقف اعطائها.
كذلك، قدّمنا اقتراح قانون لتخفيض الرسوم والضرائب مخصّصة فقط للمنتشرين.
كما اعددنا قانوناً لإنشاء "صندوق المنتشر"، وسنقدّمه هذا الأسبوع بعد استشارتكم، وهو صندوق استثماري مخصّص للمنتشرين، يؤمّن لهم فرص استثمار ويشجّعهم ويمنحهم حوافز، وذلك بمشاركة الدولة عبر IDAL بـ 20% من رأس مال الصندوق من دون اي ادارة له واي قدرة على التعطيل، فقط مساهمة للمساعدة. كذلك، ندرس قانونا لإعطاء حوافز وامتيازات خاصة بالمنتشرين الأفراد".
وأكد باسيل: حق اقتراع المنتشرين هو جزء من اعادة تعريف المواطنة بإعطاء المنتشر حريّة الخيار. التمثيل المباشر بالخارج هو مبدأ اقرّته الأمم المتّحدة ولا يجوز اسقاطه تحت اي حجج بإسم "الواقعية الانتخابية".
وأضاف: إن استعادة واختيار الجنسية هو جسر قانوني مع المغتربين الذين دفعتهم ظروف قاهرة الى الهجرة، ولذلك نريدهم منتشرين، لا مغتربين ولا مهاجرين، وهذا كلّ الفرق. هذه حقوق مكتسبة وأي مس بها هو مساس بفكرة لبنان ورسالته.
وتابع: المنتشر ليس خزنة مال ونرفض تحويله لآلة تمويل صامتة، هو راية سيادة وحريّة ورافعة للاقتصاد، ونريده شريكاً كاملاً بالمواطنة والقرار، ولأنه رافعة نرفع به رؤوسنا بدلاً من أن نحنيها للأجنبي.
ولذلك نقوم بمعركة وطنية وليست سياسية، لعدم المسّ بحقوقه اذا كنا فعلاً نعتبر لبنان بجناحين ورئتين وعنينين.
واضاف باسيل: لبنان الجغرافيا على الخارطة هو 10452 كلم² ويبقى كذلك، ولكن لبنان الانتشار حدوده العالم. لبنان المقيم ضعيف بلا لبنان المنتشر، ولبنان المنتشر بلا حقوق هو طاقة مهدورة.
الانتشار لا يجوز أن يكون عنصر دعم، بل هو شريك في معركة حماية الوجود، والوجود يُحمى بالقرار وليس فقط بالعاطفة. والوجود لا يصان بالتحويلات بل بالانتاج، بالاستثمار في الطاقة، التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي والروبوتيكس، التعليم والصحة، وفي صناديق اغترابية استثمارية مستقلّة عن الدولة.
ومَن اقدر منكم على اعادة بناء لبنان؟
وأضاف: عندما كنت وزير طاقة تقدّمت بمشروع قانون لبناء معامل الكهرباء واستثمارها من قبل المنتشرين.
وأكد: يجب حماية التعددية اللبنانية باعتبارها قيمتنا العالمية وليس فقط المحلية، ونعتمد خطاباً وطنياً لبنانياً ليس فيه اقليّات واكثريّات بل شراكة ادوار، ولنواجه مشاريع الذوبان او العزل، بهوية سيادية مرنة ولنستثمر في التعليم والصحة كأدوات وجود طويلة الأمد. .
وختم بالقول: أشكركم وأشكر الطاقة الاغترابية اللبنانية وبقلّكن "مهما افترقنا... لبنان بيجمعنا".