نداء الوطن: رمال جوني-
بعد غيابٍ دام أكثر من عامين، عادت مدينة النبطية لتعيش أجواء الفرح والميلاد. هذه المدينة التي تتميّز بالعيش المشترك، وتضمّ في نسيجها التربوي المدرسة الإنجيلية ومدرسة الراهبات الأنطونيات، اللتين شكّلتا معًا قوّة تعليمية رائدة في المدينة.
"اشتقنا للفرح" عبارة تردّدت على ألسنة الجميع. هدى، التي كانت تحمل ابنتها وتتجوّل في أرجاء القرية الميلادية، حيث الألعاب والرسم والمطاعم البسيطة، تقول: "نحن شعب نحبّ الحياة، تربّينا على هذه الثقافة، ونؤمن بأنها لغتنا اليوم". وأضافت: "أتينا لنفرح ولنؤكّد على التعايش الذي نعيشه في النبطية، نحن بحاجة إلى تجديد الفرح في حياتنا، لنقول إننا باقون وإن الحياة مستمرّة".
وجاءت القرية الميلادية لتضخ جرعة تفاؤل وفرح بعد سنوات من الحرب والمعاناة، وهو ما أكّده أحد المشاركين، مشدّدًا على أن من حق الناس أن يفرحوا ويعيشوا الحياة، لأن ثقافتهم هي ثقافة حياة وعلم وطموح.
بدوره، لم يُخفِ الناظر العام جميل أهميّة هذه القرية، التي لم تُقم فقط لضخ الأمل، بل لتؤكّد أن العيش المشترك الذي تتغنى به النبطية، هو فعل راسخ أرسته سنوات من التعايش والحياة المشتركة والثقافة الواحدة، والتي جعلت من المدينة مساحة تلاقٍ ومحبة.
ويعلّق أحد المعلّمين قائلًا: "فرحتنا مزدوجة: أولًا، بمئوية المدرسة التي أنهت قرنًا من العطاء والمحبة والتسامح، وثانيًا، بميلاد السيد المسيح، وهذا الاحتفال يشكّل فسحة رجاء وأمل".
وأضافت شجرة الميلاد المضيئة في سماء النبطية صوتًا مختلفًا عن أصوات القذائف التي اعتادت المنطقة سماعها، فأضاءت شمعة تفاؤل وسط ضباب الحرب الذي لفّ المنطقة، لتعيد إلى المدينة هيبة الفرح.
من جهته، قال مدير المدرسة الإنجيلية شادي الحجار إن النبطية هي وجه من وجوه الحياة في لبنان، مؤكدًا أن أبناءها، رغم كل الألم والمعاناة، برهنوا أن الفرح هو أحد وجوه الصمود. وأضاف:
"نحن باقون في النبطية، ورغم كل الحروب سنبقى حاضرين، نُقدّم مساحات المعرفة والعلم لأبنائها".
واختُتم الاحتفال بأغاني الميلاد وإضاءة شجرة العيد، في مشهدٍ حمل رسالة أمل بأن الحياة أقوى من كل الأزمات.