تتزايد الضبابية المحيطة بالاستحقاق الانتخابي في دائرة راشيا – البقاع الغربي، إذ لا تزال صورة التحالفات غير مكتملة حتى بين القوى المصنَّفة تقليديًا في خانة الحلفاء. فحتى الساعة، يصعب الحديث عن تفاهمات شبه منجزة أو لوائح ناضجة، في ظل تقاطعات وتعقيدات سياسية متحركة.
وبحسب معلومات متداولة عن مصادر في البقاع الغربي، يواجه النائب وائل أبو فاعور وضعًا بالغ الصعوبة على صعيد تركيب اللائحة، ولا سيما بعد وفاة النائب غسان سكاف، وتبلغه من حاتم الخشن، بوصفه شخصية شيعية فاعلة، عدم خوض أي معركة انتخابية في مواجهة الثنائي الشيعي. يضاف إلى ذلك رفض رئيس مجلس إدارة مستشفى البقاع، النائب السابق محمد القرعاوي، الانضمام إلى لائحة واحدة معه، ما يعكس حجم التعقيدات التي تعترض مسار أبو فاعور الانتخابي. وتبعًا لهذه المعطيات، يبدو أن تحالفه المرجّح حتى الآن يتجه نحو حزب القوات اللبنانية.
في المقابل، يبرز عامل إضافي قد يقلب موازين التحالفات، يتمثل في احتمال حصول تبادل مقاعد بين حركة أمل وحزب الله بين دائرتي زحلة والبقاع الغربي. وفي حال تحقق هذا السيناريو، فإن انعكاساته ستكون مباشرة على شكل اللوائح وتركيبتها. فالنائب حسن مراد، المتحالف مع حركة أمل، لا يبدو في وارد التحالف مع حزب الله، ما يعني أن الحزب، في حال قرر ترشيح شخصية في البقاع الغربي، لن يتحالف لا مع مراد ولا مع النائب السابق إيلي الفرزلي، بل سيتجه على الأرجح نحو تحالف مع التيار الوطني الحر.
وعليه، تبقى الساحة الانتخابية في البقاع الغربي مفتوحة على احتمالات متعددة، رهن تطور الاتصالات والاتفاقات في الأسابيع المقبلة، في ظل مشهد سياسي لا يزال شديد السيولة والتبدل.