الديار: جهاد نافع-
الحشد الكبير الذي شارك في سباق الدراجات الهوائية، الذي نظمه اتحاد بلديات سهل عكار، بالتعاون مع هيئات رياضية واهلية تحت شعار" قلع معنا نحو مطار القليعات"، لم يكن مجرد حراك رياضي، بل جاء في مرحلة تستدعي رفع منسوب الجهود لدفع مشروع تلزيم مطار القليعات الى حيز التنفيذ، والتحذير من مغبة المماطلة او من محاولات تعطيل سياسية، قد تبرز فجأة تحت حجج غير مبررة.
شخصيات سياسية ودينية وبلدية واقتصادية وبلدية وهيئات، اجتمعت وأجمعت في مشاركتها في السباق، على اهمية تسريع عملية التلزيم للمطار الذي يشكل حلم العكاريين خاصة، والشماليين عامة.
فمتى يبدأ العمل بالمشروع؟ ومتى تقلع اول طائرة من مطار القليعات ؟ وفق التصريحات الاخيرة لوزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، ان تلزيم الاعمال في مطار القليعات سيبدأ في الاشهر الثلاثة من مطلع العام المقبل 2026. وانه مقرر له ان يستوعب مليوني مسافر سنويا، ومن المقدر أن يؤمن تقريبا ألفي فرصة عمل، ويستفاد منه كمطار ثان لحالات الطوارئ وللرحلات ذات الكلفة المنخفضة كرحلات سياحية ودينية، او للشحن الداخلي.
وحسب المصادر المتابعة للملف، ان العمل في تأهيل المطار قد يستغرق سنة كاملة، الامر الذي سيؤخر افتتاحه الى مطلع العام 2027، لكن المهم اطلاق التلزيم، ووقف ومنع اية محاولات لعرقلة مسار التأهيل، بعد أن قطعت المسيرة كل هذه المسافات وقاربت خواتيمها السعيدة.
وحسب مصادر اهلية ومدنية متابعة للملف، ان تنظيم السباق نحو المطار، وبهذا الحشد اللافت لم يكن عبثيا، فقد جاء في وقت تنامى الى مسامع البعض، ان هناك اعتراضات سياسية بحجج تقنية وفنية، وجدال حول (BOT) او ( ppp)، غير ان التصدي لهذه الاصوات قد تتجاوز الاعتراضات، ولا يمكن عرقلة مشروع حيوي بهذا الحجم الوطني، والذي يشكل حاجة وطنية ليس للشمال وحسب، بل وللبنان كله، وخلص النقاش الى اعتماد (ppp) مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وتوضح المصادر المتابعة ان المطلوب من وزارة الاشغال والنقل المباشرة بتأهيل شبكة الطرقات المؤدية الى المطار والمحيطة به، بتخطيط هندسي حديث يؤهل البنى التحتية، ويتزامن مع اطلاق عملية التلزيم، وليس منطقيا ان تبقى شبكة المواصلات الرديئة على حالها، سواء الرئيسة منها التي تربط عكار بطرابلس، او بين عكار والحدود الدولية، او في محيط المطار.
وتشير مصادر الهيئات الاهلية المتابعة، انها ترصد جيدا مسار عملية التلزيم وتتابعها خطوة اثر خطوة ، وصولا الى اقلاع اول طائرة من القليعات، وان هذا المشروع سيشكل انعاشا ونقلة ثورية ونوعية في تاريخ عكار والشمال، وان الهيئات على ثقة بان الحكومة ورئاسة الجمهورية عند وعدهم بانجاز هذا المشروع الوطني الكبير، الذي لا يقتصر مردوده على الشمال وحسب، بل على كل لبنان .