<
12 December 2025
قسطنطين: شعار "لبنان أولًا" لم يعد مجرد مقولة بل أصبح حاجة وجودية
اعتبر أنطوان قسطنطين الباحث والمستشار السياسي لرئيس التيار الوطني الحر في حديث إذاعي أن الزيارة البابوية للبنان حملت رسائل عميقة تمثّلت اوّلًا بتكريس مبدأ العيش المشترك، كترجمةٍ لمقولة البابا يوحنا بولس الثاني بأن "لبنان هو رسالة حرية وتنوّع"، ممّا يعني رفض الفاتيكان لأي مسّ بوحدة لبنان أو تفكيك لنسيجه الاجتماعي . 

أما الرسالة الثانية، فتمحورت حول التشجيع على السلام كخيار وحلّ الصراعات بالحوار ، بما ينسجم مع جوهر الرسالة المسيحية .

 واعتبر قسطنطين أن موقف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب امام قداسة البابا يعكس رغبة صادقة في اعتماد خيار السلام .
وحول الحديث عن تشكيل وفد جديد للتفاوض مع إسرائيل خارج إطار لجنة الميكانيزم، شدّد قسطنطين على عدم وجود أي معطيات جدية، معتبرًا أن التفاوض لا يمكن أن يجري في الخفاء. وأوضح أن أي خطوة من هذا النوع تحتاج إلى إجماع وطني، واحتضان عربي، وحلّ لملف اللاجئين  وضمان للحقوق اللبنانية في الأرض والثروات. وأكد أن أي محاولة لإطلاق مفاوضات "من تحت الطاولة" تبدو غير قابلة للحياة، لأن السلام يتطلب ظروفًا ناضجة ومصالح مشتركة .

وانطلاقًا من تجارب لبنان خلال العقود الماضية، دعا قسطنطين إلى بلورة مشروع لبناني مشترك يحمي المصالح الوطنية بعيدًا عن التجاذبات الإقليمية، معتبرًا أن شعار "لبنان أولًا" لم يعد مجرد مقولة بل أصبح حاجة وجودية.

وتناول قسطنطين السيناريوهات المتداولة حول ما يخطط له العدو الإسرائيلي، ولا سيما الحديث عن التهجير أو إقامة مناطق عازلة، معتبرًا أن المخاطر على لبنان حقيقية، رغم أن الأطماع الإسرائيلية ليست جديدة. إلا أن الأخطر، هو إمكان أن يسلّم بعض اللبنانيين بهذه المخططات كأمر واقع، ما يشكّل بداية تفكيك للبنان الأمر الذي يهدد وجوده ودوره .
وشدّد قسطنطين على أن حماية لبنان مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف السياسية والدينية، إذ إن الخطر الوجودي سيطال الجميع بلا استثناء، داعيًا إلى توحيد الجهود في مواجهة أي محاولة لضرب الكيان اللبناني.

وعند تعليقه على تصريح البطريرك الراعي بأن "فجر السلام قد حطّ رحاله"، أوضح قسطنطين أن المقصود وجود مناخ يمكن أن يقود إلى حلول عبر الحوار ، فالسلام لا يُفرض بالقوة، بل يبنى بالرضى والقبول.
 
وأكد أنه لا يحمل موقفًا عقائديًا رافضًا للسلام، وأن لبنان شارك سابقًا في مبادرة "الأرض مقابل السلام"، لكنه شدّد على أن أي سلام حقيقي يجب أن يقوم على احترام الحقوق المتبادلة.
وفي ما يتعلق بقدرة لبنان على مواجهة أي اعتداء إسرائيلي، اعتبر قسطنطين أن استمرار الاحتلال يضع مسؤولية مباشرة على الدولة اللبنانية أولًا. 
 وشدد  على أن النقاش يجب أن ينتقل من الحديث عن حق المقاومة إلى مستوى أكثر شمولية، يقضي بتعزيز قدرة الجيش، وتوحيد عناصر القوة ضمن مشروع وطني تقوده الدولة، وذكّر بأن حزب الله شريك في الحكومة وفي البيان الوزاري .

ورأى أن المخاطر على لبنان اليوم وجودية، وتتطلب مقاربة وطنية شاملة تُعيد تنظيم عناصر القوة لحماية الكيان.

كما أكد قسطنطين على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووفق القانون النافذ، محذرًا من أي محاولة لتعديل القانون في اللحظات الأخيرة لأنها قد تؤدي إلى تطيير الانتخابات وإدخال البلاد في المجهول . واعتبر أن احترام المواعيد الدستورية يشكل شرطًا أساسيًا للحفاظ على الاستقرار السياسي، وأن أي تأجيل سيفاقم الأزمة .