<
07 December 2025
باسيل والبترون: بين الإفتراء والإنكار... وبين نموذج الإنماء (سامر الرز)
للسّنة الخامسة على التّوالي، تتألّق البترون وترتدي حلّة العيد، مدينةً نابضةً بالحياة، مضاءةً بالألوان ومرسومةً بالفرح، وكأنها تقول إنّ الإرادة حين تتوافر قادرة على صنع المعجزات حتّى في أحلك الظّروف. هذا المشهد لم يأتِ صدفة، ولا هو نتاج لحظة عابرة، بل نتيجة رؤية واضحة وعملٍ دؤوب وشخص تحمّل الحمل وواجه الحملات اسمه "جبران باسيل". فكلّما زادوا في كرههم وحقدهم له، كلّما ازداد إصرارًا على تحويل الهجوم إلى دافع، والافتراء إلى ورشة عمل، والنكران إلى إنجاز ملموس في الإنماء والجمال.

قد يختلف كثيرون معه في السّياسة، وهذا حقّ مشروع في بلد تعددي ديمقراطيّ، لكن ما لا يمكن تبريره هو الحقد الدّائم ومحاولة طمس الواقع. لا يمكن إنكار ما تحقّق على الأرض حتى لو جاء الاعتراف به همسًا، خجلًا أو خلف الكواليس. فالإنجاز لا يُقاس بالشّعارات ولا بالصّراخ، بل بما يراه النّاس ويعيشونه من شوارع نابضة ونشاط سياحيّ واقتصاديّ وصورة حضاريّة تفرض نفسها رغم كلّ الأزمات.
في وقت قياسيّ، استطاع أن ينجز ما عجز عن تحقيقه زعماء كُثُر خلال عقود طويلة، زعماء امتلكوا السّلطة والوقت والفرص، لكنّهم افتقروا إلى الرّؤية والإرادة. وعندما يُقال إنّ هذه الإنجازات "محصورة بالمنطقة"، تتحوّل هذه العبارة إلى حجّة واهية جديدة للتّقليل من النّجاح بدل الاحتفاء به. فهل يُعاقَب من ينجح في منطقته لأنّه لم يُسمَح له أن ينجح في وطنٍ بأكمله؟

البترون اليوم نموذج حيّ لما يمكن أن يكون عليه لبنان لو تُرك العمل ليحكم بدل الكيديّة، ولو قُدّم الإنجاز على الحسابات الضّيّقة. من هنا، سواء اتّفقت مع جبران باسيل أو اختلفت معه، يبقى الاعتراف بالنّجاح مسؤوليّة أخلاقيّة قبل أن يكون موقفًا سياسيًّا، لأنّ الحقيقة، مهما حوربت، تظلّ أقوى من كلّ محاولات الإنكار.