<
28 November 2025
بري يكشف لـ«الديار» خلفيات زيارة خليل إلى طهران... وينفي التهديدات الانتخابات بالقانون الحالي... ورسائل عيسى ــ لحود؟ «مش عم نام الليل»!

الديار: حنا أيوب-

في لحظة لبنانية مشحونة بالشائعات، والانفعالات، والتقديرات المتناقضة، يبرز صوت قليلين في البلاد ما زال يمكن الركون إليهم عند المنعطفات الكبرى. من بين هؤلاء يبقى الرئيس نبيه بري أحد آخر الرجال الذين يشكّلون توازناً ضرورياً في بلد يختبر يومياً هشاشته السياسية والأمنية. فالرجل الذي خبر الحروب والتسويات، وعايش كل محطات الدولة الحديثة، ما زال يُنظر إليه حتى من خصومه كركن أساسي من أركان الاستقرار الداخلي، وكمرتكز للتوازن الداخلي عندما تتكاثر الرسائل الملغومة من الخارج وتتراكم الأوهام عند بعض من في الداخل. من هذا الموقع تحديداً، جاءت مواقفه الأخيرة لتعيد الأمور إلى حجمها الحقيقي وتفرمل موجة التصعيد الكلامي التي اجتاحت الساحة اللبنانية.


وفي حديث للرئيس بري مع «الديار»، وضع رئيس المجلس النقاط على الحروف حيال سلسلة من الملفات التي أثارت جدلاً واسعاً في الأيام الماضية. فبدايةً، نفى بشكل قاطع ما تردّد عن نقل وزير خارجية مصر أي تهديد للبنان، مؤكداً أن «لم ينقل إلينا أي تهديد »، وأن ما تم تداوله لم يتجاوز «جوّاً عاماً».

 

وعند التطرق إلى ما يُشاع عن «مهلة إسرائيلية حتى آخر الشهر» أو «حرب وشيكة»، أكد بري أن هذه الأجواء مصدرها الإعلام العبري وتصاريح العدو الإسرائيلي، وأن «الإسرائيليين يلوّحون ويهدّدون منذ أسابيع»، لكنه نفى أن يكون أي موفد دولي قد نقل إلى لبنان تهديداً مباشراً.

 

أما بالنسبة لزيارة النائب علي حسن خليل إلى طهران، فأوضح الرئيس بري أن خليل حضر مؤتمراً رسمياً والتقى على هامشه عدداً من المسؤولين الإيرانيين، بينهم علي لاريجاني.

 

وأشار إلى أن الزيارة سمحت بالاطلاع عن قرب على المزاج السياسي في طهران، وما إذا كان المشهد الإقليمي يشهد أي حَراك بين إيران والولايات المتحدة يمكن أن ينعكس على ملفات المنطقة، ومنها لبنان.

 

وبحسب ما تبلّغه خليل خلال تلك اللقاءات، تبيّن أن «لا وجود لأي مسار تواصل أو كلام قائم بين الجانبين» في المرحلة الحالية.

 

وتوقف بري عند الجدل الدائر حول قانون الانتخابات، ليحسم الموضوع بشكل نهائي قائلاً إن «القانون الحالي هو الذي سيُطبَّق من دون أي تعديل»، موضحاً أن المغتربين «إما ينتخبون في الخارج النواب الستة المخصّصين لهم، وإما إن رغبوا بالتصويت للنواب ال128 فعليهم القدوم إلى لبنان».

 

أما بشأن الرسالة التي وجّهها السيناتوران داريل عيسى ودارين لحود إلى البيت الأبيض والتي جاء فيها أن «رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي يقف مرة أخرى في طريق التقدّم... لمعالجة قانون الانتخاب»، فقد علّق الرئيس برّي على هذا النوع من الرسائل بسخرية، قائلاً: «مش عم نام الليل… هودي أصلاً من ال2007 عم يشتغلوا ضدي»، في إشارة واضحة إلى عدم إعطائه أي وزن أو أهمية لهذه الحملات المتكررة ومحاولات الضغط.

الديار