خاص tayyar.org
يشكّل استهداف القائد العسكري في حزب الله هيثم الطبطبائي تطوراً نوعياً في مسار المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، نظراً إلى توقيته ودلالاته في لحظة إقليمية تتبدّل فيها معادلات الردع. فالضربة، التي تأتي ضمن سلسلة عمليات متتابعة في الضاحية الجنوبية، تؤشّر إلى أن إسرائيل انتقلت من سياسة الضغط الموضعي إلى تفكيك البنية العملياتية المتجددة للحزب عبر استهداف شخصيات تُعتبر جزءاً من شبكات التنسيق العابرة للساحات.
لا تكمن العملية في بعدها العسكري وحسب، بل في السياق السياسي الموازي. فواشنطن والعواصم المعنية تضغط باتجاه ترتيبات حدودية جديدة، والحزب يسعى إلى عدم الظهور بموقع المقيَّد تحت ضغط التفاهمات. لذلك يبدو أن تل أبيب أرادت تذكير الجميع بأنها قادرة على تعديل قواعد اللعبة في أي لحظة، وأن ملف التهدئة لن يُقفل قبل تثبيت ميزان قوى يميل لمصلحتها.
لبنان نفسه يدخل في دائرة الإرباك. فالحكومة تواجه واقعاً يضعها بين مسار ديبلوماسي يحاول الالتقاط من هواء التسويات، وواقع أمني يُظهر الهشاشة الداخلية واستمرار قابلية العاصمة للاستهداف. أما حزب الله، فيتعامل مع العملية على أنها اختبار لحسابات ردّ لا يدفع إلى مواجهة شاملة لا يرغب فيها، لكن أيضاً من دون ترك انطباع بأن الاستهداف مرّ بلا تكلفة.