أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كلمة القاها خلال احتفال تكريم العسكريين المتقاعدين بذكرى الاستقلال الى أن "أننا نجتمع اليوم ليس فقط لنحتفل بذكرى استقلال عمره 82 عاما بل نجتمع لنكرمكم انتم الابطال الذين قاتلتم مئة مرة لتحافظوا على استقلال استُردّ ولتستعيدوا استقلالاً ضاع. وقال: "نجتمع لنخبر قصّة وطن ولد وعاش من تضحياتكم وتضحيات كل الاجيال التي قاتلت وناضلت من أجل الاستقلال".
وأكد باسيل أن "ما حصل مؤخراً مع الجيش وقائده هو قمة التخلي السياسي عنه، لا بل الطعن السياسي فيه، وهو مؤشر واضح الى مدى حاجة الجيش الى الاحتضان الداخلي من شعبه وليس لمواجهة مع شعبه". ولفت الى أنه "بحاجة لحماية من شعبه حتى يستطيع أن يحمي شعبه"، مضيفاً: "نرفض أن ترموا فشلكم على الجيش وتحملوه مسؤوليات بلا امكانيات وأن يستعمل سياسيا بألاعيب تحصل في الداخل وبأكاذيب تحاك من الخارج وأن يُترك بمواجهة الازمات".
وشدد باسيل على أن "الجيش ليس وحده، موضحاً: "نحن الى جانبه وشعبه الى جانبه ولن نسمح "للميليشيات" ان تنتعش وتعيش لمد يد الغدر عليه، "الميليشيات" التي صوبت بنادقها عليه بالداخل في السابق وتصوب سهامها عليه في الخارج بالكلام المسي وبالتقارير".
وقال: "كتبة التقارير هم أنفسهم "الفسيدين" الذين فسدوا على رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، و"فسدوا" عليّ وساهموا بفرض العقوبات واليوم "يفسدون" على رئيس جمهوريتنا جوزف عون، و"يفسدون" على الجيش اللبناني بواشنطن.
وأضاف: يجب أن يعرف كل محبي الجيش أن هذه "الميليشيا" تبخّ السمّ على الجيش وليس من اليوم بل منذ سنوات، وفي داخل الكونغرس تجوب المكاتب وتنظم تجمعا من النواب والشيوخ لوقف المساعدات عن الجيش". وتابع: "يكذبون حين يتحدثون عن حصرية السلاح بيد الجيش وهم يريدون تلفه وتفجيره أو اعادته لايران لكن بنظرهم يجب ألا يأخذه الجيش اللبناني بحجة أنه سيقع بيد "شيعة" وبالتالي كل هدفهم ألا يتسلح الجيش والا يواجه بل يريدونه فقط أن يتفرج على عملهم "الميليشياوي" كما أيام الحرب".
وأوضح: أن "المحاضر موجودة والتواريخ معروفة منذ ايام سفيرنا في واشنطن غابي عيسى والقائم بالاعمال الاخير وهم "يبخون السم" ويكتبون تقارير ويحرضون على الجيش".
باسيل قال: "يريدون انهاك الجيش ويكون بلا امكانيات ويريدون القضاء عليه ويريدون أن يستنزف بمواجهة داخلية مع اهله وضباطه. يريدونه أن ينفذ ورقة مفروضة عليه من الخارج عوضا عن ان يكتب هو مع الحكومة استراتيجية دفاعية وهو يقودها ولا يكون أحد أطرافها ومتفرجاً عليها. هو يقودها ويحصر السلاح بيده والاهم يحصر الامرة العسكرية بيده والامرة السياسية تكون للدولة وليس لدول عدوة أو شقيقة بعيدة أو جارة، القرار والامرة هو للبنان وشعبه وكرامته وجيشه".
باسيل لفت الى أن "الاستقلال ليس مجرد ذكرى من الزمن بل هو الزمن لأنه بحاجة لصيانة وللاستمرار، فالحفاظ على الاستقلال أصعب من الحصول عليه".
وقال: "الاستقلال هو ثلاثة أجيال، الجيل الذي حارب منذ أيام أجدادنا، الجيل الذي ورث الاستقلال ولا يزال يحارب ليحافظ عليه والجيل الذي يريد أن يرث منا نضالنا للاستقلال حتى نبني مستقبل لبنان أفضل"، وأكد أنه "يمكن أن يفرق هذه الاجيال الزمن ولكن تجمعها الامانة، أمانة الاستقلال".
باسيل تحدث عن جيل الميدان، مشيرا الى "الجيل الذي انتزع الاستقلال من "الانتداب" ومن "الاحتلال" ومن "الوصاية" يوم كان الوطن بلا درع"، مضيفا: " حملتم السلاح على الجبهات دفاعا عن ارض كانت ستضيع. واجهتم وأديتم واجبكم بالميدان وصمدتم يوم انهار كل شيء وكنتم أنتم درع الوطن ولولا صمودكم لكان سقط الوطن"، وتابع: "انتم الإستقلال لان الاستقلال هو عندما يقف الانسان بأًصعب الاوقات. انتم لستم فقط جزءاً من المؤسسة العسكرية وتاريخها فأنتم جزء من التيار وتاريخه".
وذكّر بأن أن "التيار ولد من رحم المؤسسة الجيش ومن عهد قائد حمل الوطن على اكتافه عندما تخلى عنه الجميع ومن مدرسة وطنية لا تموت اسمها الجنرال ميشال عون".
باسيل أشار الى أن "تاريخ التيار السياسي فخر له، وفخره أيضا جذوره الوطنية وأنه حمى الوطن ليس فقط بالكلام بل بوقفات الشرف. ولفت الى أن مسيرة الشرف هي نفسها لجيشنا الوطني الذي صمد رغم الجوع ورغم الامكانيات المحدودة ورغم التخلي السياسي عنه".
واشار باسيل الى أن "الجيل الثاني هو جيل الصمود وجيل اليوم، فجيل اليوم لم يختر ولم يصنع الانهيار هو جيل وضع على خط النار من دون ان يطلق طلقة واحدة ، هذا جيل التيار الذي لم يطلق النار على وطني ودائما كان يواجه الاجنبي الذي يعتدي عليه. هذا الجيل وجد نفسه في معركة اصعب من الحرب هي حروب بأوجهها العديدة، معركة الانهيار الاقتصادي، معركة الليرة والدولار، معركة النزوح واللجوء، معركة الهجرة، معركة وطن بحاجة لمن يبقى فيه وليس ليهاجروا وشبابه لا يستطيعون لا البقاء فيه ولا الهجرة منه".
وأضاف باسيل: "لبنان يعيش انهيار الدولة لأنه محكوم بمنظومة سياسية مالية ترفض المحاسبة والاصلاح، تعِد باصلاح يتحول الى اخراج رئيس المنظومة المالية سارق أموال كل اللبنانيين. سجن رياض سلامة هو "أوتيل" خمس نجوم والمحاسبة بالنسبة لهم هي سجن في أوتيل مع "ٍسيجار" والخروج منه هو بكفالة 14 مليون دولار "كاش" من مصدر مشبوه وبطريقة مشبوهة مناقضة لكل الاصول ومهينة لكل كاتب عدل يطلب منه ما يطلب اليوم ولكل مواطن يقوم بمعاملة مصرفية بحاجة لاثبات ليس ال 14 مليون دولار بل 14 دولار و عليه اثبات مصدرها اذا اراد دفعها كما ال 14 دولار التي تخص النائب سيزار ابي خليل لأنه حمى أموال الدولة من "المبتزين".
وتابع باسيل: "هذا فسادنا فوزير آدمي غُرم بـ14 دولار لأنه يحمي أموال الدولة أما فسادهم فهو 14 مليون دولار على حاكم هو رأس منظومتهم الفاسدة. هؤلاء شبابنا الذين يواجهون أخطر تحد على وطنهم، وهناك أولا النزوح السوري وكذب السلطة بأرقامها وخططها السخيفة التي تتحدث عن عودة طوعية ومستدامة ولم تعد من خلالها أكثر من 20 الفاً، وثانيا ازمة اللجوء الفسلطيني وكذب السلطة حول نزع سلاح المخيمات التي كشفته جريمة الشاب ايليو واستهداف من اسرائيل لتجمع قيادي لفصيل فلسطيني مسلح.
وهناك ثالثا أزمة الحدود المفتوحة والسائبة التي تركتها السلطة بيد فصائل مسلحة من جهة سوريا لا نعرف لا متى ولا كيف تعتدي علينا، وهناك جيش احتلال من جهة اسرائيل ولا أحد من السياديين يتجرأ أن يدين تشييدها لحائط اسمنتي داخل أراضينا".
وقال: "يسمون أنفسهم سياديين ومعارضة وهم عملاء صغار وكتبة تقارير صغار و"فسيدين" لدى المسؤولين عنهم. ويقولون انهم معارضة وهم بالحكومة موجودون يعينون ويتقاسمون ويتحاصصون وإسمهم معارضة.
باسيل شدد على أن "لدينا أكبر كثافة نزوح بالعالم مع وقائع سياسية وديمغرافية لا قدرة لنا على احتمالها، في حين أن الولايات المتحدة بدأت بترحيل السوريين والمانيا وأوروبا بدأت بالترحيل والسلطة لدينا خاضعة ومتفرجة ولا تتجرأ على الكلام ولكن فقط تتفاوض مع سوريا على اطلاق الموقوفين لدينا عوضا عن أن تفرض عليها عودة مواطنينا اليهم.
واضاف: لدينا أكبر نسبة منتشرين لمقيمين بالعالم والسلطة تتآمر عليهم لتلغي لهم حقوقهم الانتخابية التي استرديناها لهم سنة 2018، هكذا تدير الحكومة البلد وكأنها حكومة تصريف أعمال فلا وجود لخطط لا للمياه ولا للكهرباء...".
وتابع: "انتهت مهلة تسجيل المنتشرين برقم منخفض يدل على عجز السلطة، وعلى عدم ثقة الناس بها لأنها لا تريد أن تنفّذ قانون تملك وتريد أن تتخلص من المنتشرين ولو كان هناك 152 الفاً تسجلوا على أساس أنهم يريدون أن ينتخبوا ستة نواب في الانتشار".
وأكد أنها "سلطة لا تملك لا خطة اصلاحية ولا مالية ولا اقتصادية ولا تملك لا موازنة لا بإصلاح ولا برؤيا ولا تملك أي خطة لاعادة أموال المودعين ولهذا جيل اليوم متعب بالإهمال وليس ضائعاً بمحبته لوطنه، هو منهك بالمشاكل ولكن ليس مستسلماً ولا يزال يكافح، جيل مثقل من اتعاب الخارج ولكنه صلب من الداخل، جيل تتوقع منه السلطة أن يقوم بكل شيء ولكن لا تعطيه شيء كما تفعل الأمر نفسه مع الجيش".
باسيل لفت الى أن "الحرية والسيادة والاستقلال ليست هدايا بل مسؤولية، وقال: ليس هناك دولة من دون قضاء مستقل، ولا يوجد اقتصاد من دون اصلاح ولا سيادة دون قرار وطني حر".
وأضاف: "كذلك عودة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين اولوية وطنية وهذه ليست عنصرية ولا كراهية بل هي حقوق لبنانية وحقوق سورية وفلسطينية". وشدد على أن "التوطين نهاية للبنان ونحن ضده، ايضا العدالة والتنوع همت غنى للبنان والتقوقع والانعزال هما نهاية له ولهذا نحن ضد التوطين ولهذا نريد لبنان الكبير بـ10452 كلم مربع وكل لبنان صغير هو دويلة صغيرة ونقيض لمعنى لبنان".
باسيل اشار الى أن "لبنان القوي هو الضمانة للجميع والجيش القوي هو الحماية للجميع، هو الذي يمسك بالارض والسلاح ويدير استراتيجية وطنية دفاعية تحفظ سلاح المقاومة ضمن الدولة وتعيد القرار للدولة التي تصبح كلها مقاومة في سبيل حماية لبنان وفي سبيل السلام في لبنان والمنطقة.
وقال: هناك الجيل الثالث هو جيل المستقبل الذي لم يدخل لا الى ساحات النصال ولا القرار، هو جيل أولادنا وأحفادنا ونحن مدينون لهم أن نترك لهم أرض ورثناها من جدودنا أرض زرعنا فيها أحلامهم هم، هذا جيل يجب الا يبدأ مسيرته من الصفر بل من كل شيء تركناه له من ذاكرة وتاريخ فيهم قتال ونضال وصمود وكرامة.
هذا جيل يجب ان نترك له دولة فيها لامركزية موسعة بدل المركزية الفاشلة ويجب ان نترك له كهرباء 24/24 واقتصادا قائما على الانتاج وليس على الريع والاستهلاك وثروات نفط وغاز مضمونة وليس مباعة على ست سنوات كما فعلت الوزارة الحالية.
وتابع: يجب أن نترك له اساسات ليبني عليها دولة حديثة وليس طائفية ولا فاسدة بل شفافة وقادرة. دولة هي مقاومة لصالح كل شعبها وليس دولة تحل مكانها المقاومة. دولة تجمع قواها بضم المقاومة اليها وتوحد قرارها على طاولة مؤسساتها الدستورية".
وتوجه الى العسكريين القدامى قائلا: "دوركم لا ينتهي ولهذا نحضر لكم اطارا تنظيمياً في التيار يجمع خبرتكم وانضباطكم ومبادئكم، يبدأ ببذتكم ولا ينتهي الا بعمل جامع لكم وجهود تأمن لكم حقكم من الدولة ومصالحكم من الوطن"، و "التيار بحاجة لخبرتكم ووطنيتكم".