لفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى أن زيارة رئيس الجمهورية وقائد الجيش وضباط رفيعي المستوى إلى الجنوب وإلقاء كلمة الرئيس من مسافة قريبة للشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، والمواقف التي تضمّنتها، تحمل دلالات هامة وتعكس رؤية وطنية صافية لدى الرئيس والقائد، ونثرت فائضاً من المعنويات لأهل الجنوب الصامدين في قراهم، رغم ضراوة العدوان، ووجّهت رسالة للعدو بأنّ الجنوب ليس متروكاً لأنياب الاحتلال وأنّ لبنان لن يتنازل عن حقوقه السياديّة ولن يخضع أو يرضخ للابتزاز الناري والجرائم المستمرّة ضد الجنوبيين، ورسالة للأميركيين بأنّ الدولة حاضرة في عمق الجنوب والجيش منتشر في مفاصله ومناطقه. وأشارت الأوساط إلى أهمية التناغم بين العمادين عون وهيكل في رسم مسار التصدي والمواجهة مع العدوان الإسرائيلي وأطماعه، وفي الوقت نفسه تعزيز دور الدولة وسلطتها على كامل أراضيه وحصر السلاح بيده ضمن استراتيجية أمن وطني بما فيها تسليح الجيش تشكّل ضمانة وصمام أمان للجنوبيّين وكل اللبنانيين، وفق ما جاء في خطاب القَسَم.
وشدّد الرئيس عون على أنّ «هذه الأرض التي أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة عنها، لكنها صمدت، وستنهض مع عودة الدولة إليها، سلطةً ورايةً وقراراً واحداً، فنحن نمرّ بمرحلة مصيريّة شبيهة بمرحلتي الاستقلالين الأول والثاني، وسط زلزال من التطورات وانقلاب موازين القوى من حولنا يشبه ما رافق نشأة لبنان دولةً مستقلة».