<
19 November 2025
شو الوضع؟ ما بعد إلغاء زيارة قائد الجيش الأميركية: ضغطٌ إسرائيلي وتضامن شعبي وسكوت مدّعي "السيادة"!

 

من أوجه الوقاحة السياسية في لبنان ألا أحد يخجل من المس بثوابت لبنانية وطنية. لا بل، بالإنجرار إلى منزلقاتٍ خطرة عندما يتحول الخلاف السياسي إلى محاولة استهداف قدس الأقداس وهو الجيش اللبناني، وضرب المؤسسات التي يدّعون ظاهراً حمايتها والمطالبة بها. فسحب سلاح حزب الله وحصره في يد الدولة، طريقه ليست عبر ضرب الجيش، ومحاولة تشويه صورة قائده، والتحريض عليه أميركياً. فلا بديل عن الجيش سوى الفوضى، واستعادة كوابيس الماضي التي خبرها اللبنانيون بالدم والويلات.

 

وما تبع إلغاء زيارة العماد رودولف هيكل لواشنطن، هو التالي: تضامن شعبي واسع عبر وسائل التواصل الإجتماعي، بدء حملات داعمة لقوى سياسية، وفي المقابل، صمتٌ عميق لدى مروحة واسعة من قوى وشخصيات ونواب يلتحفون يافطة "السيادة"، عبر "ياء النسبة"، فيصفون أنفسهم بالسياد"ي"، والسياد"ية"، من دون أي ترجمة حقيقية. فالسيادة الحقيقية والكاملة، تكون في التعاطي الكامل لا الناقص والإستنسابي مع انتهاك السيادة، وبالتأكيد لا تكون عبر الهروب عندما يُستهدف الجيش اللبناني هو الرمز الأول للسيادة، في الوقت الذي يملأ مدّعو السيادة السماء زعيقاً في فترات الإنتخابات، في استغلال للشعارات وللعواطف.

 

وأبرز المواقف الداعمة للجيش وقائده، أتت من رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي وفي اتصال هاتفي مع العماد هيكل للتعزية بالشهداء الذين سقطوا في بعلبك ليل الثلاثاء، فأكد أنه "لن يثني الجيش شيئا عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من اي جهة اتى سواء من الداخل او الخارج".

ومن جهته قال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط: "نتمسك باتفاق الهدنة بعد تحرير الأراضي المحتلة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل تصرف على هذا الأساس في موقفه الوطني المشرف".

 

ميدانياً، كان الضغط على لبنان وانتهاك السيادة من قبل الإحتلال الإسرائيلي يتواصل. فعادت لهجة الإنذارات بالإخلاء في قرى جنوبية متعددة مع مواصلة الغارات، كما طالت الحرب النفسية سكان مبانٍ في طريق الجديدة في بيروت.

 

وفي المواقف أيضاً، وفي وقت يتحضر وفد من تكتل "لبنان القوي" لزيارة قائد الجيش متضامناً،

جدد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مطالبته المنتشرين غير القادرين على المجيء الى لبنان للإنتخاب ومن يرغبون بانتخاب نواب للانتشار بأن يتسجلوا قبل نهاية المهلة في 20 تشرين الثاني حتى يحفظون حقهم بالانتخاب". كما جدد تحميله السلطة مسؤولية إلغاء حقوق المنتشرين.

وأكد باسيل في فيديو "دقيقة مع جبران: "حتى لو نجحت مؤامرة الغاء حقوقكم يمكنكم الانتخاب و"صوتكم هو حقكم وقمنا بكل ما يلزم للمحافظة عليه وسنسعى أكثر لنؤمن لكم حقوقاً اضافية".