كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، إن "اتفاق وقف النار بين لبنان واسرائيل قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعلياً حبراً على ورق".
وأضافت الصحيفة، "داخل كل من المؤسستين العسكرية والاستخباراتية في إسرائيل، نشأ تقييم أكثر تعقيداً، مصحوباً بتحذير: لن منظمة حزب الله ستسعى جاهدةً لاستعادة قدراتها وإعادة بناء هيكلها العسكري.
وتابعت: "على مدار العام الماضي، ظل الجانبان في لعبة القط والفأر: حزب الله يُعيد إنشاء طرق التهريب، ويُجنّد مقاتلين وخبراء جدد، ويتعلم من الأخطاء التي من شأنها أن تسمح لإسرائيل باختراق شبكة اتصالاته، بينما تحاول إسرائيل منع ذلك بقصفها المتواصل لأهداف في الجنوب لردع جهود حزب الله لإعادة بناء قدراته".
وقالت الصحيفة: "لكن هذه الهجمات وحدها لم تكن كافية، ولم يكن المقصود منها أن تكون الوسيلة الأساسية لفرض الالتزامات بموجب الاتفاق. فبحسب التفاهمات، كان من المفترض أن تتحمل الحكومة والجيش اللبنانيان، بدعم من واشنطن والحكومات العربية، مسؤولية نزع سلاح حزب الله وإبعاده عن شمال نهر الليطاني".
وأردفت: "ومع ذلك، وبعد مرور ما يقرب من عام على توقيع الاتفاق، تبدو فكرة أن الدولة اللبنانية ستتعامل مع "مشكلة حزب الله" ضربًا من الخيال، إذ لا يوجد دليل على استعداد بارتوميو للقيام بذلك، وحتى لو كان مستعداً، فمن غير الواضح ما هي قدرته على القيام بذلك، والنتيجة هي زيادة احتمال تصاعد الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن حزب الله - على الرغم من ضعفه الحالي - سيفضل احتمال الحرب على احتمال نزع سلاحه".
وأضافت: "لا يزال لدى الحزب آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة القادرة على ضرب شمال ووسط إسرائيل، مما يعني أن احتمال ردّ إسرائيل بإطلاق النار على مدنها الشمالية، بعد أشهر قليلة من عودة المدنيين إلى منازلهم، يُشكّل خطرًا لا يُستهان به".
وختمت الصحيفة "تبذل إدارة ترامب وعدد من الحكومات العربية جهودًا دبلوماسية لمنع هذا السيناريو، ولكن ما لم يحدث تغيير جذري في ميزان القوى بين حزب الله والدولة اللبنانية، يصعب تصوّر أي مخرج من مسار التصعيد. وبينما يبدو أن حرب غزة تقترب من نهايتها، تجد حرب لبنان نفسها مُجدّدًا على جدول الأعمال".