لم تكفِ لبنان حرائقُ الغارات الإسرائيلية، ونار الضغوط الأميركية، حتى أتت حرائق الغابات المعمرة والمساحات الحرجية الواسعة من عكار إلى بكاسين مروراً بإقليم الخروب، لتزيد من حرارة الأجواء الساخنة أصلاً. لا بل أن هذا المشهد الأسود الممتد من الشمال إلى الجنوب، أدمى قلوب اللبنانيين، الذين عادت إلى ذاكرتهم، ولو في سياق مختلف، الحرائق التي سبقت حراك "17 تشرين".
وما يُثقِل الدولة اللبنانية خاصة، الدفع الأميركي لخنق حزب الله مالياً، بالتوازي مع الضغط الإسرائيلي المستمر يومياً. وهذا ما لا تستطيع الدولة بانقسامات أفرقاء حكومتها، أن تجدَ له حلاً.
في هذا الوقت، اختار الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن يردّ بنفسه على الضغوط والمطالب الأميركية، رافعاً من درجة انتقاد الحكومة. وقال في ذكرى "شهيد حزب الله" إن "حكومتنا لم تجد في البيان الوزاري سوى بند حصر السلاح بيد الدولة، ولم ترَ فيه سوى نزع سلاح المقاومة"، مضيفاً: "لكن المشكلة اليوم لم تعد في السلاح، بل في ذريعة بناء القدرة وجمع الأموال".
وسأل قاسم: " لماذا لا تضع الحكومة خطة زمنية لاستعادة السيادة الوطنية وتكليف القوى الأمنية بتنفيذها؟"
وفي مسألة الإعتداءات رأى أن "الصمت على الخروقات الإسرائيلية لن يدوم طويلًا"، وفي ملف السلاح شمال الليطاني أعاد مواقف حزب الله التي تعتبر "أنَّ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يتعلق فقط بالجنوب اللبناني، وتحديدًا جنوب نهر الليطاني. وقال: "إسرائيل يجب أن تخرج من لبنان وتحرّر الأسرى، لأن هذا الاتفاق واضح ومُلزم، ولا يمكن تحريفه أو تغييره".
وفي بلغاريا، وفي وقت تواصلت زيارة الرئيس جوزاف عون الذي التقى رئيس الحكومة البلغارية روزين جيليازكوف، كان التنسيق في تسليم مالك باخرة "روسوس" مدار بحث بين وزيري خارجية البلدين يوسف رجي وجورج جورجييف.