هو انزلاقٌ إلى المجهول، أكثر من كونه لعِباً على حافة الهاوية. فبعد "الكتاب – البلاغ" من حزب الله الرافض للمفاوضات، بات التحدي اللبناني داخلياً، بالتوازي مع استمرار رقصة الموت الإسرائيلية في الأجواء.
وباختصار، إنها لحظة الحقيقة لاتخاذ الخيارات الإستراتيجية الواضحة، المبنية على أساس المصلحة الوطنية في الحفاظ على الحقوق. إذ إن لعبة الوعود المتناقضة التي اعتمدتها السلطة منذ إنتاجها في بداية العام انتهت صلاحيتها، ما يجعلُ تكرارها مؤذياً ل"صحة" الجسم اللبناني.
والحكومة، الغارقة في العجز من رأسها حتى قدميها، باتت أمام امتحانات متعددة، لم تحسمها حتى الساعة، من التفاوض، وصولاً إلى قانون الإنتخابات الذي استمرت ساعات في مناقشته، وذلك ضمن ما وصِفَ بأنه "جدل بيزنطي".
وقد شهدت الجلسة تقديم قائد الجيش العماد رودولف هيكل تقريره عن المدى الذي وصل إليه إنجاز خطة حصر السلاح.
وكان حزب الله استبق جلسة مجلس الوزراء بكتاب هو أشبه ببلاغ رقم واحد منه إلى البيان السياسي العادي.
ففي "كتاب" إلى رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة، حذّر حزب الله من الوقوع في ما وصفه ب"أفخاخ التفاوض"، متمسكاً بحقه في الدفاع عن لبنان والأرض في وجه الإعتداءات الإسرائيلية، ولافتاً إلى أن ذلك لا يتعلق بمصطلح "قرار الحرب والسلم". ولفت الكتاب إلى أن ما يُطرح في ملف التفاوض هو لتحقيق "المزيد من المكتسبات لمصلحة العدو الإسرائيلي الذي يأخذ دائماً ولا يلتزم بما عليه، بل لا يعطي شيئاً".
ميدانياً، تواصلت الغارات على الجنوب، لكن مع عودة لغة الإنذارات للناطق باسم الإحتلال أفيخاي أدرعي. وضمن هذا السياق من الحرب النفسية، استُهدِفت بعد التحذير، مبانٍ في طيردبا والطيبة وعيتا الشعب وزوطر الشرقية وكفردونين.
كذلك شهدت بيروت فصولاً من الحرب النفسية عبر التحليق المستمر لمسيرات على علوٍ منخفض.
وعلى خط المواقف، دعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة إلى "الإتفاق على صيغة مقبولة لمحاولة الخروج من الحرب التي "يبدو أنها قد تزيد أو لا تزيد". وقال: "لا نريد الاستسلام، لكن نريد عودة الجنوب المحتل إلى لبنان ونريد الأسرى، ونريد المطلب المحق لشعب صامد كبير، وكل شعب لبنان صامد وكبير".