<
05 November 2025
جبران باسيل: اللهم اشهد أنّي بلغت! سينتيا يمين

خرج رئيس التيار الوطني الحرّ في مؤتمره الصحافي بالأمس وكأنه يوجّه الإنذار الأخير والتحذير العاجل للمنتشرين من نية عقد تسوية بين أركان السلطة الحالية تهدف إلى تطيير حقهم بالاقتراع من الخارج، أي ما يعني عمليًا عودة الرشوة الانتخابية والمحادل المالية، والغلبة للأكثر ارتهانًا ولصاحب التمويل الأكبر القادر على تأمين تذاكر السفر إلى لبنان، وبالتالي حجب حق الاقتراع عن غير المرتهن أو غير المتموّل. وتُعدّ مناشدات جعجع للاغتراب بأنه سيموّل حضورهم إلى لبنان تأكيدًا واضحًا على ذلك.

وجّه باسيل تحذيرًا من تسوية تُحاك بين من تظاهروا بالخلاف في جلسة مجلس النواب الأخيرة، وتحديدًا بين الرئيس برّي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. فهذه التسوية، تقتضي إظهار الخلاف أولًا لتبريرها لاحقًا، على قاعدة: "لم نتمكن من التوصّل إلى توافق، والمهل تداهمنا، لذلك لا خيار سوى إلغاء اقتراع المنتشرين". غير أن هذا الخيار ليس نتيجة طبيعية لعدم الاتفاق، بل هو التسوية نفسها التي تمّ التفاهم عليها مسبقًا بين برّي وجعجع بما يخدم مصلحة الطرفين. وما قاله جعجع: "صلّوا مرّة أبانا ومرّة سلام على روح المقاعد الستة"، يشكّل الدليل الأكبر على انتهاء هذه التسوية بانتظار إخراجها العلني، والتي وصفها باسيل بالتسوية الفضيحة والجريمة والخيانة بحق المنتشرين وبحق المسيحيين.

أمّا التحذير الأهم فهو من سلوك جعجع الذي لم يتبدّل بحق المسيحيين، بدءًا من اتفاق الطائف مرورًا بالقانون الأرثوذكسي وصولًا إلى محاولته اليوم تطيير حق الاقتراع للمنتشرين. وبذلك يكون جعجع قدّم ضربة تاريخية للمسيحيين وخدمة كبرى للثنائي الشيعي الذي كان الرافض الأوّل لاقتراع المنتشرين في الخارج خلال مداولات عام 2017، وجاءته اليوم فرصته التاريخية لإسقاط هذا الإنجاز على يد جعجع.

فهل سيتلقّف المعنيّون هذه التحذيرات، ولا سيّما المرجعيّات الروحية المسيحيّة، في مواجهة الإطاحة بهذا الإنجاز على أيدي مَن يُفترض أنّهم يمثّلون اليوم المسيحيّين في الحكم؟ وهل سيُحاسِب الانتشار مَن يسلب حقوقه؟