لبنان في سباق يومي بين خيارَي التفاوض والحرب. فعلى وقع الغارات اليومية، تجديدٌ رسمي مستمر لخيار التفاوض، بعضه مضمر حول الشكل، وبعض الموقف الآخر مُعلن لجهة التمسك ب"الميكانيزم". لكن ما هو أكيد أن الكرة تبقى في الملعب الأميركي – الإسرائيلي، وفي انتظار أجوبة واضحة من الجانبين. لكن في غضون ذلك، تواصل السلطة عجزها المستحكم عن إعداد ورقة لبنانية رسمية تكون قاعدة للتفاوض وللكلام مع كل الدول المعنية، حرصاً على حقوق لبنان وسيادته ورد الإعتداء عنه.
وفي هذا الإطار، أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون مجدداً أمام مساعد وزير الخارجية البريطامي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن التفاوض "هو خيار وطني لبناني جامع"، مشيراً إلى أن "إسرائيل لم تحدد موقفها بعد وتستمر في اعتداءاتها". ولفت الرئيس إلى أن "الجيش ينفذ الخطة التي وضعها لتحقيق حصرية السلاح ويرفع تقارير دورية الى مجلس الوزراء"، و"الى ان استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعرقل انجاز المرحلة الأولى من هذه الخطة".
ومن جهته أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري التمسك بآلية "الميكانيزم"، مشيراً إلى أن هذه الآلية "تجتمع ويجب أن تجتمع بشكل دوري ويمكن الاستعانة بأصحاب الاختصاصات من مدنيين أو عسكريين إذا ما استدعى الأمر ذلك".
وعلى خطٍ داخلي أساسي مرتبط بالتوازن وبالدستور وبالتمثيل الصحيح للبنانيين، بادر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى فضح التسوية الآتية على حساب اقتراع المنتشرين، لا بل العودة إلى ما قبل العام 2018 وإجبار المنتشرين على القدوم إلى لبنان لممارسة حقهم الإنتخابي.
فقد أكد باسيل في مؤتمر صحافي أن ما يحصل من تواطؤ بين "القوات" والثنائي الشيعي على هذا الإلغاء هو "فضيحة وجريمة وخيانة"، مشيراً إلى أن ذلك يذكّر بالإنقلابات من المشاركة في الطائف وصولاً إلى التحالف الرباعي وإلغاء القانون "الأرثوذكسي".
وقد دعا باسيل الكنيسة إلى التنبه من هذا المخطط، كاشفاً أن "التيار" يعدّ لمذكّرة مفصلة حول هذا الملف. كما ذكّر بأن "التسجيلات، بالصورة والصوت، لعدد من النواب بوقتها، وخاصة للنائب جورج عدوان الذي كان ممثل القوات اللبنانية لا زالت موجودة ويجب ان يسمعها اللبنانيون، وذلك "لفضح الكذبة الكبيرة التي قالها رئيس القوات وهي انّهم لم يكونوا موافقين على القانون وأنني فرضته عليهم".