<
04 November 2025
«هدية من السماء» لنتنياهو... فضيحة فساد كبرى تهز اتحاد النقابات الإسرائيلية

بعد سنتين من التحقيقات السرية، وفي أكبر قضية فساد في تاريخ إسرائيل، أطلقت الشرطة في الساعات الأولى من صباح الاثنين عمليات اعتقال واسعة في صفوف قادة اتحاد النقابات العامة (الهستدروت)، بينهم الأمين العام أرنون بار دافيد وزوجته، ومجموعة من كبار موظفيه، إضافة إلى مسؤولين في السلطات المحلية، أحدهم رئيس بلدية.

 

وبحسب مصادر الشرطة، نفذت وحدة التحقيقات الخاصة في الجرائم الكبرى والدولية «لاهف 433»، عشرات المداهمات في آن واحد، عند نحو الساعة السادسة صباحاً، وجرى تفتيش دقيق للبيوت ومصادرة الحواسب وتوقيف مسؤولين رفيعي المستوى يخضعون مع عشرات آخرين للتحقيق في شبهات تتعلق بتلقي امتيازات مالية غير مشروعة وتبادل مصالح ووظائف مقابل خدمات.

 

ويتسع نطاق التحقيق في قضية الفساد داخل «الهستدروت»، إذ من المتوقع أن يخضع نحو 350 شخصاً للتحقيق، بينهم مسؤولون كبار في السلطات المحلية والمنظمات العامة.

 

وتشير التحقيقات إلى أن رجل أعمال في مجال التأمينات كان أول من أدار شبكة الفساد هذه وبشكل منهجي داخل اتحاد النقابات، وكان يقدم خدماته مقابل تعيينات في السلطات المحلية والشركات العامة، في حين تلقى كبار مسؤولي «الهستدروت» منه منافع مالية وشخصية. ويعتقد أنه قام بتوزيع وظائف وتعيين مساعدين مقربين منه رؤساء لجان في مجالات مختلفة، تشمل السلطات المحلية والشركات العامة والحكومية.

 

كما تفيد التحقيقات بأنه حرص على تعيين هؤلاء الأشخاص أعضاء في مجالس إدارة شركات متعددة، برواتب عالية جداً، في إطار ما يبدو أنه منظومة نفوذ متشابكة هدفت إلى تعزيز مصالحه الشخصية وتوسيع دائرة نفوذه داخل مؤسسات الدولة.

 

وكشفت الشرطة عن أن هذه الاعتقالات الصادمة جاءت بعد تحقيق سري استمر عامين، وأنه سيتحول إلى تحقيق علني بعد موجة الاعتقالات. وذكرت أن الحملة شملت، الاثنين، عمليات تفتيش 55 منزلاً بمناطق مختلفة في البلاد، واعتقالات واسعة، بحثاً عن أدلة ووثائق تدعم شبهات الفساد واستغلال النفوذ.

 

وأوقفت الشرطة موظفين كباراً في بلديات، بينها ريشون لتسيون وكريات بيالك وكريات غات وروش هعاين وأشدود، وموظفين في الشركة الحكومية للأراضي «كيرن كييمت ليسرائيل» وشركة القطارات وشركة الطيران «العال». وأحيل المشتبه بهم إلى محكمة الصلح في ريشون لتسيون للنظر في طلب تمديد احتجازهم، بينما تواصل وحدة «لاهف 433» تحقيقاتها.

 

وتعتبر هذه القضية من أخطر قضايا الفساد التي تهز المؤسسة العمالية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وأكبرها على الإطلاق، وهناك توقعات بتوسع دائرة الاعتقالات خلال الأيام المقبلة.

 

وتُعد النقابات الإسرائيلية من أكبر وأقوى النقابات العمالية، وهي تقود مؤسسات صحية وشركات اقتصادية ضخمة. ومنذ تأسيسها قبل 105 سنوات وهي تحت قيادة حزب العمل وغيره من قوى اليسار، فيما يُعتبر اليمين فيها أقلية.

 

واتحاد النقابات خصم لدود للحكومة عموماً ولليمين خصوصاً، ولذلك فإن انفجار هذه الفضيحة جاء بمثابة «هدية من السماء» لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد هو وعدد من وزرائه ونواب حزبه في قضايا عدة.

الشرق الأوسط