تحت النار الإسرائيلية والتهديدات العدوانية، يبحثُ لبنان عن طرقٍ للصمود والتمسك بالحقوق الوطنية. والحصار لا يترك للوطن "الصعب والدولة المستحيلة"، خياراتٍ كثيرة. فإضافةً إلى الغارات المستمرة، تهويلٌ يومي بتصعيد وصولاً إلى حرب واسعة النطاق، سعياً لتنفيذ الأهداف الإسرائيلية. في المقابل، أرسل لبنان الرسمي موقفه الواضح بمد اليد للتفاوض، لكن الإنتظار الداخلي مستمر للجواب الأميركي، والإسرائيلي، لكي يتضح مشهد الآتي من الأسابيع والأشهر. وتبقى المبادرة المصرية بعد زيارة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد، مواكبة لهذا التحرك الدبلوماسي الرامي إلى مساعدة لبنان في تلمّس الأجوبة والخيارات.
فقد جدَّد رئيس الجمهورية جوزاف عون موقف لبنان الرسمي المتمسك بالتفاوض، مشيراً إلى أنَّ "ليس امام لبنان إلا خيار التفاوض". وقال خلال استقباله وفداً من آل خليل "إنَّ لغة التفاوض اهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الديبلوماسية التي نعتمدها جميعاً، من الرئيس نبيه بري إلى الرئيس نواف سلام".
في هذا الوقت، استمرت إسرائيل بغاراتها التي لا توفر المساحات المدنية. ففي عيتا الشعب أدت غارة إلى سقوط شهيد. أما في بلدة الدوير، فقد أدت غارة إلى شهيد وأيضاً إلى عددٍ من الجرحى، وإلى اشتعال النيران في السيارات والمحال في المجمع التجاري قرب السيارة المستهدفة.
على خط آخر، وفي متابعة لملف حقوق المنتشرين التي يتواطأ عليها أفرقاء متخاصمون في العلن، يوجّه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كلمة غداً الثلثاء بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار. ومن المتوقع أن تكون الكلمة عالية السقف فَضحاً للتقاطعات المصلحية على حساب المنتشرين وتمثيلهم، من ضمن تمسك "التيار" بحلولٍ عملية تحافظ على حقوق المنتشرين، لا بل على الإنتخابات برمتها وإجرائها في توقيتها الدستوري.
وفي سياق متابعة تداعيات ملف الإمام موسى الصدر، زار وفد ليبي حكومي يمثل حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة مستشار الامن القومي علي الدبيبة لبنان والتقى الرئيس جوزاف عون، كما سلم القضاء اللبناني ملفاً يضم اوراقاً ومعطيات ترتبط بملف الصدر ورفيقيه.