<
30 October 2025
خاص - لبنان في الميزان الأميركي: ديبلوماسية على حافة النار!

خاص tayyar.org
تدلّ كثافة الحركة الديبلوماسية في بيروت إلى أنّ لبنان بات فعلياً في صلب معادلة إقليمية دقيقة، يجري فيها اختبار قدرة الدولة على الإمساك بزمام المبادرة بين مساري الردع والتفاوض. فزيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وما حملته من تحذيرات مغلّفة بعبارات “التفاهم والتسوية”، شكّلت إشارة واضحة إلى أن واشنطن تريد انتقالاً سريعاً من إدارة الأزمة إلى تحقيق المطلب الأوحد المتمثّل في اتخاذ السلطة إجراءات ملموسة تجاه سلاح حزب الله وبسط سيادتها جنوباً وفي كل بقع انتشار السلاح خارج الدولة.
في المقابل، تحاول السلطة الإفادة من الزخم المصري والعربي لتخفيف الضغط الإسرائيلي، مستندةً إلى مسعى القاهرة لخلق مسار تهدئة شبيه بنموذج غزة، يجنّب لبنان مواجهة واسعة. إلا أن الموقف الأميركي لا يزال متقدّماً بخطوة، إذ يدمج الرسائل الأمنية بالاستخبارية ليؤسس لمرحلة تفاوض يغيّر المعادلات الراهنة.
وسط ذلك، تبدو السلطة أمام خيارين متناقضين: الانخراط في تسوية شاملة برعاية عربية–دولية تضمن الحدّ الأدنى من الاستقرار، أو مواجهة واقع أمني مفتوح قد يعيد خلط الأوراق داخلياً وإقليمياً. بذلك يصبح البلد أمام لحظة اختبار جدّية، لا لتوازن القوى فقط، بل لقدرته على تحويل الضغوط إلى فرصة لإعادة تعريف موقعه في المعادلة الإقليمية المقبلة.