تشهد الساحة الدرزية في لبنان حراكاً سياسياً لافتاً مع تكثّف الاتصالات والاجتماعات بين المختارة وخلدة، في إطار التحضيرات المبكرة للاستحقاق النيابي المرتقب عام 2026.
وبحسب المعلومات، فإن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، اللذان يبديان اقتناعاً بعدم جدوى خوض الانتخابات المقبلة على لائحة واحدة، بدآ تنسيقاً لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل انتخابات عام 2022، بحيث تعود مقاعد عاليه وحاصبيا إلى أرسلان أو من يدور في فلكه.
وتشير المعلومات إلى أن جزءاً من القاعدة الاشتراكية التي دعمت في انتخابات أيار 2022 مرشحَي المعارضة التغييرية مارك ضو وفراس حمدان، قد يصبّ هذه المرة في مصلحة مرشحي الحزب الديمقراطي اللبناني، في إطار إعادة ترتيب البيت الدرزي الداخلي.
في المقابل، تبرز معالم تحالف محتمل بين النائب ضو وهادي وئام وهاب، الذي أعلن صراحة أنه لن يتحالف مع أي من مكونات السلطة التقليدية في الاستحقاق المقبل، في خطوة تعكس اتجاهاً نحو تكوين جبهة جديدة خارج الاصطفافات التقليدية.
ويقرأ مراقبون هذا الحراك على أنه محاولة لإعادة رسم الخريطة الدرزية السياسية قبل عام من موعد الانتخابات، في ظل مساع لإرساء توازن جديد بين القوى التقليدية والقوى التغييرية، وسط متغيرات إقليمية، ولا سيما سورية، وتحديداً بعد التطورات التي شهدتها السويداء، والتي يُتوقّع أن تفرض إيقاعها على التحالفات المقبلة.