الديار: جهاد نافع-
دخل الشمال منذ مدة وجيزة في الاجواء الانتخابية النيابية، مع بدء العد العكسي للاستحقاق في ايار 2026. فمن يتجول في شوارع المناطق الشمالية من طرابلس الى عكار وبقية المناطق، يلاحظ ان الموسم الانتخابي افتتح باكرا، رغم اعلان بعض النواب المرشحين ان ماكيناتهم الانتخابية لن تتحرك قبل رأس السنة، مع شكوك تحيط بموعد الاستحقاق، اثر تطيير نصاب جلسة مجلس النواب الاخيرة.
شوارع طرابلس، كما عكار والمنية، تحفل بصور المرشحين الجدد، وصور لنواب حاليين تحمل عبارات التبجيل والتفخيم.
كما تم اطلاق موسم المآدب والولائم الانتخابية، وجولات لنواب ومرشحين، ورعاة الاحتفالات، وموجات تكريم، وظهور مكثف لنواب في مناسبات احتماعية، وهذا يأتي بعد سنوات من شبه انقطاع او غياب عنها، فسرته بعض الاوساط ان هذا الحرص لبعض النواب في المشاركات الاجتماعية، حل اثر ظهور وجوه جديدة لمرشحين متمولين، فتحوا حنفيات تبرع لمشاريع انمائية صغيرة، كإنارة شارع او تركيب طاقة شمسية في هذه البلدة او تلك، وذاك الشارع او الحي.
المشهد الانتخابي الشمالي حتى اليوم يسوده:
- اولا: خلط اوراق في التحالفات بين ابرز التيارات الناشطة في الشمال، سواء في طرابلس او في عكار والكورة وزغرتا .
- ثانيا: موجة ترشيح الابناء، ورثة آباء نواب حاليين او سابقين .
- ثالثا: وجوه جديدة من متمولين عادوا حديثا من الغربة، لخوض الانتخابات للمرة الاولى، مع ادعاءات بدعم عربي او تيار سياسي.
- رابعا: اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي او مجموعات «الواتساب»، وسائل اعلامية غير مكلفة ماديا، لنشر انشطة المرشحين والدعاية لهم ..
ويبدو ان الشائعات بدأت تسود لتطال هذا المرشح او ذاك، واحاديث يتداول بها حول دور للتيارات السياسية البارزة، فـ "تيار المستقبل» يترقب انصاره القرار النهائي لرئيسه الذي لا يزال معتكفا، وعما اذا كان سيخوض الانتخابات ترشيحا ودعما، رغم ان بعض اركانه انتقلوا الى مقلب آخر.
اما «التيار الوطني الحر» يحكى عن ترشيحات لوجوه جديدة في عكار او في طرابلس والكورة وزغرتا، وسعي «القوات» لتشكيل تحالف في طرابلس وعكار والكورة، في محاولة الاستفادة من المتغيرات الاقليمية، والاستناد الى الدعم العربي الخليجي، اثر ما شهدته الساحة السنية الشمالية من احتضان خليجي في الآونة الاخيرة.
وتتداول بعض الاوساط الشمالية، بان الشمال مقبل الى تغيير في بعض المواقع ، خاصة في عكار والشمال، لكنه تغيير يرتكز على المال الانتخابي، بعد ان اعتاد المرشحون على مبدأ شراء الاصوات لضمان الوصول الى كسب المقعد النيابي.
وبدأت تبرز على الساحة المزايدات المالية بين بعض مرشحين حديثي العمل السياسي الانتخابي، وهي ظاهرة تنبيء بان التغيير في حال حصوله، لن يكون نحو الافضل، بل الى الاسوأ حيث شراء الذمم لن يحقق التمثيل الحقيقي للمناطق.
والى اليوم لا يزال المشهد الانتخابي الشمالي ضبابيا، بانتظار حسم تيارات واحزاب وقوى امر خوضها الانتخابات باسماء وازنة وذات ثقل، او ان الثقل المالي سيكون الاساس في خوض هذا المرشح او ذاك للانتخابات المقبلة ...