الثبات: حسان الحسن-
"بغية التخلص منهم، سيكثر الكلام ونشر المعلومات في المرحلتين الراهنة والمقبلة عن تجاوزاتٍ قد تكون مفتعلةً أو قد تكون عاريةً من الصحة أساسًا، أو قد تكون صحيحةً، ارتكبها إرهابيو مختلف التنظيمات المتفرعة من تنظيم القاعدة في بلاد الشام، هؤلاء الذين انخرطوا في الحرب الكونية على سورية وجيشها وشعبها، وكان على رأس هذه التنظيمات التكفيرية المسلحة، جبهة النصرة في بلاد الشام سابقًا ثم هيئة تحرير الشام لاحقًا بقيادة أبي محمد الجولاني - (أحمد الشرع الرئيس الانتقالي في سورية راهنًا)، غير أنه أسهم في القضاء على العديد من قادة التنظيمات المذكورة التي احتوته، ثم قاتلت إلى جانبه في سورية على مدى نحو عقدٍ ونيّف، من خلال تحديد مواقعهم لقوات التحالف التي تقوده الولايات المتحدة، ولأجهزة مخابرات بعض الدول العربية التي كانت تقوم بقتلهم "، بحسب معلومات خبير في الحركات الإسلامية.
ويلفت إلى أن "الجولاني أخذ على عاتقه راهنًا، مهمة التخلّص من "ثوار القاعدة في سورية" الذين ناصروه سابقًا، بذرائع مختلفة، لتحقيق هدفٍ واحدٍ، وهو القضاء على هؤلاء "الثوار"، بخاصةٍ الأجانب" منهم، مؤكدًا أن "الدول الأوروبية ستغلق أبوابها في وجه الجولاني، إذا لم يكمل مهمته المذكورة".
لذا يرجّح المرجع أن "تستمر جولات الاقتتال الداخلي بين "ثوار" الأمس، أي "جماعة الجولاني" وباقي مسلحي "القاعدة" ، وقد يلقون مصير أبي مصعب الزرقاوي وسواه ممن أسهم في قتلهم "رئيس سلطة دمشق" الراهنة، على حد قول المرجع.
هنا تجدر الإشارة إلى أن مدينة حارم في ريف إدلب الشمالي، شهدت في الأيام الفائتة، اشتباكات عنيفة داخل ما يُعرف بـ"مخيم الفرنسيين"، بين "قوات الأمن الداخلي السوري" ومجموعة من المقاتلين الأجانب الفرنسيين بقيادة المدعو عمر أومسين، المعروف بـ"أمير جماعة الغرباء" للمهاجرين.
وبحسب وسائل إعلام سوريّة، فإن "مصادر أمنية أكدت أنّ الاشتباكات اندلعت عقب محاولة قوة تابعة لحكومة دمشق دخول المخيم لاعتقال أحد المطلوبين، لتواجه بمقاومةٍ عنيفةٍ من عناصرٍ مسلحةٍ داخل المخيم، معظمهم من حاملي الجنسية الفرنسية".
أمام هذا الواقع المستجد في محافظة إدلب السورية المحاذية لتركيا، كيف ستتعاطى السلطات التركية راعية مختلف التنظيمات التكفيرية الإرهابية في سورية، بخاصة بعدما تحوّلت إدلب إلى معقلٍ لتلك "التنظيمات"؟.
هنا، يؤكد خبير في الشأن التركي أن "أنقرة حتمًا ستكون إلى جانب الجولاني، وستنحاز بالكامل له، بخاصةٍ بعد وصوله إلى "الحكم في دمشق"، على اعتبار أن زعيم "النصرة" أي (الشرع) يجسّد امتداداً لتركيا في هذا "الحكم" الراهن".
ويلفت الخبير إلى أن "أنقرة كانت شريكةً للجولاني في الممارسات الوحشية القمعية التي مورست في حق كل من عارض "حكم النصرة" في سورية، كالأكراد والعلويين والدروز والمسيحيين أيضًا".
ويختم المرجع بالقول: "اليوم جاء دور الفصائل التكفيرية من حملة الجنسيات الأجنبية المطلوب تصفيتها من فرنسا ومختلف دول المحور الغربي، وإنهاء حالتهم الميليشيوية في إدلب، وحتمًا ستكون تركيا داعمةً للجولاني وجماعته، كونهم يجسّدون بعدًا تركيًا في بلاد الشام، وستسهم بقوةٍ في إنهاء الأدوات الإرهابية التي استخدمتها في إسقاط الدولة السورية".