<
14 October 2025
الديار: قراءة في زيارة السفير الإيراني إلى بكركي

الديار: ميشال نصر-

في خطوة لافتة بتوقيتها ورسائلها، زار السفير الإيراني في بيروت مجتبی أماني، الصرح البطريركي في بكركي، والتقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، في مشهد سياسي أثار اهتمام الأوساط اللبنانية والديبلوماسية على السواء، خصوصاً أنه يأتي في مرحلة دقيقة من الصراع ومن التحولات الإقليمية المتسارعة.


فاللقاء بين ممثّل الجمهورية الإسلامية الإيرانية والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لم يكن مجرّد محطة مجاملة، بل خطوة محسوبة بدقّة، تحمل في طياتها دلالات سياسية واستراتيجية تتجاوز حدود الزيارات البروتوكولية التقليدية، في سياق سعي طهران إلى إعادة رسم حضورها في لبنان بعد التطورات في المنطقة، لا سيما اتفاق وقف النار في غزة، وما أعقبه من إعادة تموضع للقوى الإقليمية والدولية.

 

من هنا قرأت مصادر كنسية الزيارة بإيجابية متوقفة عند النقاط الاتية:


- يقرأ التوجّه نحو بكركي، كإشارة واضحة إلى أن طهران تريد التحدث مع الجميع، وخصوصاً مع المرجعية المارونية، التي لا يمكن تجاوزها في أي تسوية داخلية مقبلة، ايا كان نوعها وحجمها.

 

- أتت الزيارة في لحظة، تشهد فيها العلاقات اللبنانية – الايرانية الرسمية، مرحلة من التوتر، على خلفية اكثر من موقف وملف، ما يجعل بكركي تتحول مجدداً إلى مركز استقطاب ومحور تشاور سياسي.

 

- اختار أماني أن يوجّه رسالة ضمنية مفادها أن إيران لا تفرّق بين الطوائف، وأنها تدعم "التوازن اللبناني".

 

من جهتها، رأت أوساط سياسية لبنانية، ان زيارة أماني إلى بكركي حملت ثلاث رسائل أساسية:

 

- إلى الداخل اللبناني، مفادها، أن إيران منفتحة على كل المكوّنات، وتعتبر أن أي استقرار سياسي لا يمكن أن يتحقق من دون دور بكركي والبيئة المسيحية.

 

- إلى الفاتيكان، عشية زيارة البابا ليون 14 المرتقبة الى لبنان، والعواصم الغربية أن طهران منفتحة وتتعامل بايجابية مع المكون المسيحي الرئيسي في لبنان.

 

- إلى حلفائها المحليين، للتاكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب مرونة سياسية وتواصلاً وطنياً أوسع، وأن إيران تشجع على التواصل المباشر بين حلفائها والمكونات الأخرى.

 


عليه، ترجح المعطيات، أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام تواصل أوسع بين السفارة الإيرانية والمرجعيات المسيحية، وربما أمام لقاءات لاحقة مع شخصيات سياسية مسيحية قريبة من بكركي، كما يُتوقع أن تشكّل تمهيداً غير مباشر لتقارب في وجهات النظر حول الاستحقاقات والملفات، خصوصاً إذا قرّرت طهران الدفع نحو تسوية داخلية تحظى بغطاء وطني شامل.

الديار,الديار