<
13 October 2025
ريكاردو كرم: ١٣ تشرين هو وجع وطني جامع. في كل بيت، على امتداد الوطن!

كتب الإعلامي ريكاردو كرم: 

ذلك اليوم المشؤوم من العام ١٩٩٠، كُتِب فصلٌ قاتم من تاريخ لبنان في بعبدا.
‏مئات من العسكريين والمدنيين اعتُقلوا ظلماً، أُهينوا، وتعرّضوا لأهوالٍ تفوق الوصف.
يتحدّث تقرير منظمة العفو الدولية عن شبّانٍ مقيّدين، عاجزين، واجهوا مصيرهم المأساوي برصاصٍ اخترق مؤخرة رؤوسهم.

وأكد كرم: ‏كان ذلك اليوم كابوساً لكل بيتٍ لبناني. أُغلقت الطرقات، انقطعت الاتصالات، وضاع الأبناء بين الخوف والرجاء.
كنّا في بدايات شبابنا، في سنواتنا الجامعية الأولى، نراقب سقوط المناطق الواحدة تلو الأخرى، ونشعر أنّ وطناً بأكمله كان ينهار أمام أعيننا.
‏٣٥ عاماً مرّت، والجراح لا تزال تنزف، والذاكرة ترفض أن تهدأ. ١٣ تشرين هو وجع وطني جامع. في كل بيت، على امتداد الوطن، أمٌّ بكت، وأبٌ انتظر، وطفلٌ كبر حاملاً أسئلةً لم تُجب بعد.

‏نستذكر اليوم لا لِنُعيد الألم، بل لأنّ في الذاكرة واجباً، وفي التعلّم من آثامنا خلاصاً.
أن نتذكّر يعني أن نكرّم ذكرى شباب تمّ نحرهم ليتحوّلوا إلى شهداء او اعتقالهم فأصبحوا في عداد المفقودين.

وختم كرم: الذين سقطوا في ذلك اليوم، سقطوا من أجل كرامة لبنان ووجوده. اعتنقوا الموت لكي نعانق الحياة، وبتضحياتهم صارت صلابتهم ركائز لصمود هذا الوطن الصغير في وجه الرياح العاتية.
‏فلترقد أرواحهم بسلام أبدي، ولتظلّ ذكراهم منارة تضيء درب الحقيقة والعدالة والوحدة، حتى يبقى لبنان وطناً لا ينسى، وطناً يتذكّر ليُحاسِب، ويُحاسِب ليعيش.