<
11 October 2025
4 تمارين تقلل الالتهابات المزمنة لدى المسنين

كشفت دراسة دولية عن أن ممارسة تمارين التحمل بانتظام، مثل الجري وركوب الدراجات والسباحة والمشي لمسافات طويلة، يمكن أن تُقلّل الالتهابات المزمنة لدى كبار السن وتُحافظ على قوة جهازهم المناعي.

 

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة ولاية ساو باولو في البرازيل، أن الدراسة تُبرز كيف يمكن للنشاط البدني المنتظم أن يكون وسيلة فعّالة وآمنة لتحفيز المناعة دون الحاجة إلى أدوية أو مكملات غذائية، ونُشرت النتائج، الأربعاء بدورية (Scientific Reports).

 

وتُعدّ الالتهابات المزمنة لدى المسنين من أبرز العوامل المرتبطة بتدهور الصحة مع التقدم في العمر، إذ تسهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسرطان. وتنجم عن نشاط مفرط ومستمر للجهاز المناعي، مما يؤدي لتلف الأنسجة وضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى.

 

وركّزت الأبحاث على نوع من خلايا الدم البيضاء يُعرف باسم «الخلايا الفتاكة الطبيعية» (NK cells)، وهي خلايا تشارك في استجابات المناعة الفطرية والمكتسبة، وتؤدي دوراً أساسياً في تدمير الخلايا المصابة أو السرطانية.

 

وأظهرت النتائج أن كبار السن الذين يمارسون تمارين التحمل بانتظام لأكثر من 20 عاماً يتمتعون بجهاز مناعي أكثر كفاءة وقدرة على مقاومة الالتهابات مقارنةً بأقرانهم غير المتمرنين. وتشمل أبرز تمارين التحمل 4 أنشطة مثل الجري، وركوب الدراجات، والسباحة، والمشي لمسافات طويلة، وهي تمارين تتطلب جهداً بدنياً مستمراً.

 

وبيّنت الدراسة تحسناً واضحاً في أداء الخلايا الفتاكة الطبيعية لدى الأفراد المتمرنين، إذ أظهرت قدرة أعلى على مهاجمة الخلايا المصابة أو السرطانية، واستجابة أكثر توازناً للالتهابات، ما يشير إلى كفاءة أكبر في عمل الجهاز المناعي. كما كشفت عن أن الخلايا المناعية لدى الرياضيين تتمتع بكفاءة أعلى في استخدام الطاقة، إذ كانت أكثر قدرة على إدارة عمليات الأيض الخلوي، مما يجعلها تعمل بطاقة أقل وتحتفظ بفاعليتها لفترة أطول.

 

استجابة التهابية أكثر توازناً

وأظهرت أيضاً أن الرياضيين المسنين يمتلكون استجابة التهابية أكثر توازناً، حيث انخفضت لديهم مستويات المؤشرات الالتهابية وارتفعت العلامات المضادة للالتهاب، وهو ما يعكس جهازاً مناعياً أكثر انضباطاً وقدرة على التحكم في الالتهابات المزمنة.

 

ومن اللافت، وفق النتائج، أن خلايا الرياضيين احتفظت بمرونتها حتى عند تعريضها لأدوية مثبطة مثل «بروبرانولول» و«رابامايسين»، اللذين يعيقان بعض المسارات الحيوية، في حين أظهرت خلايا غير المتمرنين علامات ضعف وفقدان للوظيفة المناعية.

 

وقال الباحثون: «تُظهر نتائجنا أن ممارسة الرياضة لفترات طويلة تُبقي الجهاز المناعي في حالة جاهزية وكفاءة، كما لو أن التمارين نفسها تُدرّب خلايا المناعة لتصبح أكثر قدرة على التعامل مع الالتهابات، ما يفتح آفاقاً جديدة بأبحاث الشيخوخة والمناعة».

 

وأضاف الفريق أن النشاط البدني المنتظم لا يقوّي العضلات والقلب فحسب، بل يُسهم أيضاً في إبطاء شيخوخة الجهاز المناعي والحد من الالتهابات المزمنة، مما يعزز فرص التمتع بشيخوخة صحية وحياة أطول خالية من الأمراض المرتبطة بالالتهاب.

الشرق الأوسط