<
08 October 2025
خاص - مفاوضات شرم الشيخ.. تسوية أم هدنة مؤقتة؟

تبدو مفاوضات شرم الشيخ الجارية حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة وكأنها تدخل مرحلة حاسمة قد تفضي إلى اتفاق أولي خلال الأيام القليلة المقبلة، وربما قبل الجمعة، فهذه المفاوضات، التي تعكس زخماً دبلوماسياً غير مسبوق منذ أشهر، تسير وسط أجواء توصف من قبل المتابعين، بـالإيجابية الحذرة، إذ لا تزال بعض الملفات الحساسة ـمثل تبادل الأسرى والانسحابات الميدانية قيد المساومة الدقيقة بين الأطراف.

من الواضح أن القاهرة تلعب دور الوسيط النشط في محاولة لتثبيت تفاهمات تمهّد لمسار أوسع قد يمتد إلى ما بعد غزة، بينما يركّز الجانب الأميركي على تحقيق إنجاز ملموس وسريع يمنح واشنطن ورقة سياسية مهمة في المنطقة. وتشير المعطيات إلى أن التفاهم المبدئي يشمل ترتيبات لتبادل الأسرى والمحتجزين، وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في مناطق محددة من غزة على أن تستكمل لاحقاً بانسحابات أوسع تُدار ضمن جدول زمني متفق عليه.

في المقابل، تحاول حركة حماس استثمار اللحظة والضغط للإفراج عن أسماء قيادية بارزة مثل مروان البرغوثي وحسن سلامة، وهو مطلب يصطدم حتى الآن برفض إسرائيلي وضغوط أميركية لتجنب أي خطوة تفسر على أنها انتصار للحركة.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تمارس ضغطاً متواصلاً لتسريع إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن يتم الإعلان عنها شخصياً من قبل ترامب في حال نضوجها، وهو ما يمنح الإدارة الأميركية فرصة لإعادة التموضع كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني بعد فترة من الجمود. غير أن العقبة الأكبر تظل ميدانية بامتياز، إذ إن استمرار العمليات العسكرية داخل القطاع يحد من قدرة الأطراف على تنفيذ أي تفاهمات فورية، فيما تصرّ حماس، بحسب مصادرها، على الحصول على ضمانات تتعلق بحرية الحركة، ووقف التحليق الإسرائيلي، وتأمين مسارات آمنة لتسليم الرهائن.

وبحسب التقديرات، فإن المرحلة الأولى من الخطة ستكون قصيرة ومحددة زمنياً، وقد تمتد لأيام فقط، فيما ستدخل المراحل التالية ـ خصوصاً المتعلقة بملف سلاح حماس وترتيبات الأمن الداخلي في غزة في دائرة مفاوضات أعقد تتطلب تفاهمات سياسية عميقة وضغطاً أميركياً متزايداً لإقناع الأطراف بتقديم تنازلات مؤلمة.