الأخبار: على قاعدة «لا يموت الديب ولا تفنى الغنم»، اجتازت حكومة نواف سلام أمس تداعيات ما بعد صخرة الروشة.
فبعد إثارته أجواء تصعيد وتهويل وافتعاله مشكلات على خلفية أمور سطحية، والتهديد بسحب العلم والخبر من جمعية «رسالات» المُنظِّمة لفاعلية إنارة الصخرة، اضطُر سلام إلى قبول مخرج تسوية يحفظ ماء وجهه، من دون أن يجرّ الحكومة أو البلاد إلى أزمة كبيرة، وذلك بتعليق العمل بالعلم والخبر المُعطى للجمعية، وذلك إلى حين جلاء نتيجة التحقيقات الإدارية والجزائية التي باشرتها وزارة الداخلية والنيابة العامة التمييزية في ملابسات ما حصل في منطقة الروشة.
وجاء تراجع سلام بعد تدخّل مباشر من رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي أرسل إليه عدة ناصحين ثم تحدّث معه شخصياً، مشدّداً على أنه يضخّم الأمور بلا مبرّر، في حين أن هناك قضايا أكثر أهمية في البلد. كما لعب موقف حزب الله دوراً محورياً، بعدما رفع نوابه سقف التحذير، مؤكّدين أنْ لا مجال للسماح بإجراءات كيدية من هذا النوع.
وسبق جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في بعبدا، لقاء بين الرئيسيْن عون وسلام، تركّز على مسألة الجمعية، تمّ خلاله إنضاج التسوية، ما دفع عون إلى طلب تأجيل البند الثاني المتعلّق بسحب العلم والخبر من «رسالات» إلى نهاية جدول الأعمال، ليُبحث بعد استكمال البنود الأخرى.
وعلمت «الأخبار» أن تعليق عمل الجمعية مرتبط بالتحقيقات الإدارية والقضائية، على أن تستكمل الجهات المعنية عملها وتحدّد مسؤولية كل طرف في الشأن الإداري أو الأمني.
ورغم أنه لا يوجد في القانون ما يُسمّى «تعليق عمل جمعية»، إلا أن مصادر وزارية أكّدت أن «هذه الصيغة هي الحل الوحيد لإخراج القضية من التداول».
هيكل يعرض تقرير الجيش: الاحتلال يمنعنا من القيام بمَهامّنا
وقالت المصادر، إن الأهم كان التقرير الذي عرضه قائد الجيش رودولف هيكل، والذي تمّ الاتفاق على عدم الإفصاح عن مضمونه خارج مجلس الوزراء. وأوضحت أن هيكل عرض عبر شاشة كبيرة مراحل تنفيذ خطة حصر السلاح، ولا سيما في جنوب الليطاني، قبل أن يغادر الجلسة.
ولم يشر هيكل إلى أيّ عرقلة لعمل الجيش من حزب الله، فيما أكّد أن «الاحتلال الإسرائيلي يمنع الجيش من القيام بكل ما هو مطلوب». وتطرّق قائد الجيش إلى الإجراءات المتعلّقة بسلاح المخيمات وما تمّ إنجازه على الحدود الشرقية مع سوريا، خصوصاً لجهة انتشار الجيش ومراقبة المعابر غير الشرعية.
وأضافت المصادر أن «النقاش كان هادئاً»، وأن «الجلسة شكّلت تصحيحاً لمسار أعوج كان يقوده رئيس الحكومة في مواجهة فريق لبناني له جمهور واسع وحيثية سياسية وشعبية، وقد أصبح هذا الأمر محلّ انتقاد ليس فقط من الثنائي حزب الله وحركة أمل، بل حتى من المقرّبين من سلام الذين لم يعودوا قادرين على تبرير أفعاله ومواقفه». وتابعت أن «هذا الكيد السياسي لم يعد مقبولاً، وحتى قرار تعليق الجمعية ليس منطقياً، إلا أن الفريق الآخر قبِل به لحفظ ماء وجه سلام وتفادي مشكلة سخيفة قد تتطوّر إلى أزمة أكبر، بينما هناك قضايا أهم».
ولفتت المصادر إلى تزامن الجلسة مع تصعيد العدو الإسرائيلي هجماته في الجنوب، حيث استهدفت مُسيّرة سيارة بصاروwخين على طريق زبدين، ما أدّى إلى استشهاد حسن عطوي وزوجته زينب رسلان وهما في طريقهما لاصطحاب أولادهما من المدرسة. ولسخرية القدر، كان رئيس الحكومة في هذا الوقت منشغلاً بتعليق عمل جمعية تُعنى بالشؤون الثقافية والفنية!