أكَّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه "عندما نكون في بشري نعترف أنَّ لها خصوصيتها ونحترمها ونقبل واقعها وعندما نأتي إلى هنا فلأننا جزء من هذا النسيج البشراني". وشدد على اننا "جميعنا أولاد قضية واستشهد العديد من أهالي بشري في سبيلها"، مضيفاً: "ولو اختلفنا معهم فهم شهداء لأجل هذه القضية واليوم كنا في برحليون ومنسق التيار فيها شربل داغر "بكبّر قلبنا" وهو الذي خسرَ قدميه مع الجيش اللبناني ولذلك هو "شهيد حي" ومهما فعلنا لا نستطيع أن نكرِّم شهداءنا كما يجب".
كلام باسيل أتى في غداء هيئة قضاء بشري في التيار الوطني الحر الذي أقيم في مطعم جسر القمر في مدينة بشري، بحضور الرئيس العماد ميشال عون والنائبين وليم طوق وجورج عطالله والنائب السابق إميل رحمة والمونسنيور شارل سعد.
وقال باسيل: " بشري ترمز الى الاصالة اللبنانية والوجدان الماروني وترمز لصمودنا بجبالنا، بشري هي وادي قنوبين وقاديشا، هي القديسين والنساك، هي البطريرك عريضة الذي رهن صليبه وخاتمه لاطعام الجياع في الحرب العالمية الثانية وطبق مقولة المسيح "كنت جائعا فاطعمتوني" هذه هي بشري التي نعرفها". ولفت الى أن "بشري هي ايضا جبران خليل جبران الذي قال "لي لبناني ولكن لبنانكم" وهذا قمة الحق بالاختلاف والتنوع ولكن أيضاً قال "الويل لامة" وبالتالي سمح لنا بالاختلاف ومنع الاقتتال فيما بيننا".
باسيل اضاف: "انا ماروني لبناني وأدرك كم مهم الحفاظ على ماروتنيتنا ومسيحيتنا ولكن علينا أن نحافظ على وطنيتنا فهي أعلى من أي شيء آخر، والموارنة من دون لبنان لا نساوي شيئاً وقيمتهم أنهم أنشأوا لبنان الكيان وبالشراكة مع غيرهم ليس ليعيشوا فيه وحدهم ولا ليطردوا منه غيرهم ولا ليقبلوا أن يمد غير يده عليهم وعلى قرارهم وعلى كرامتهم، وهذا هو معنى وجودنا ببشري أننا نحترم سوانا وهم يحترموننا".
وأوضح باسيل: "قبولنا بالآخر هو جزء من مسيحيتنا ولا نقبل أن نلغي غيرنا ولا أن يلغينا أحد وأتحدى أن يقول أحد أننا "مَددنا يدنا" على أحد في الإدارة اللبنانية بسبب انتمائه السياسي لكن أنظروا ماذا فعلوا بنا من تنكيل خلال ستة أشهر! وأضاف: "ليس هكذا نتعاطى مع بعضنا البعض"، فعلينا أن نحمي بعضنا البعض، وأنا حين كنت وزيرا للخارجية سمحت بترقية الاشخاص ووضعهم بالمواقع التي يستحقون ان يكونوا فيها بغض النظر عن انتمائهم السياسي".
وشدد على انه "لا احد يستطيع ان يحتكرنا ونحن مجتمع بطبيعته متنوع ومتعدد ويجب ان يكون لدينا تعددية حزبية، مؤكداً: "من يعيش في فكرة الأحادية المسيحية يكون على نقيض مع فكرة لبنان والصيغة اللبنانية فلبنان نشأ على فكرة أنَّنا نعيش مع بعضنا ومع الآخر المختلف طائفياً فكيف لا نقبل بعضنا مسيحياً؟!
وسأل باسيل: "كيف لنا أن نأتمن سلطة هدرتْ أموالنا وهدرت هويتنا وتتفرج على النازحين يتوطنون لكنها تفعل أكثر من ذلك عندما تهدر سيادتنا وكرامتنا وتكون تابعة وتقبل بالسوري يحتل أرضنا وتقبل بالإسرائيلي يهين شعبنا ولا تقبل أناساً مثلنا يقولون للأجنبي لا مهما كان عندما يريد مد يده على حقوق شعبنا".
وقال باسيل: وقفنا مع السُنّي عندما اعتُدي عليه ووقفنا مع الشيعي عندما اعتدي عليه وأقله نقف مع المسيحي عندما يُعتدى عليه ونحن لدينا مسؤولية أننا مهما اختلفنا في السياسة ممنوع أن نمد أيدينا على بعضنا ونلغي بعضنا لأننا نكمل بعضنا".
وفي ملف الإنتشار ذكّر باسيل بأننا "اقمنا مؤتمرات الطاقة الاغترابية وقانون استعادة الجنسية اذ لا يعقل ان يكون هناك شخص حريص على الهوية اللبناني يقبل أنه هناك لبنانياً تهجر بـ1900 يخسر جنسيته اللبنانية وهناك نازح سوري ولاجئ فلسطيني غيره أخذ مكانه وجنسيته". وأكد: "نريد أن نحافظ على المنتشرين وغير معقول أن أحداً لديه الحس الوطني والإنتماء يتفرج على اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري لا بل هو شريك في هذا التوطين! وأوضح: "عَمِلنا ليكون للمنتشرين ليس فقط حق الإنتخاب لنوابهم بل أن يتمثلوا في الخارج بنوابهم فأعطيناهم حقوقاً ثلاثة: حق الإنتخاب في الداخل وحق الإنتخاب في الخارج وحق الترشح والتمثيل في الخارج".
وأضاف: "هذه الحقوق يجب ألا تُهدر من أجل لحظة انتصار بالانتخابات، واذا اردتم الانتصار علينا فافعلوها في لبنان وخارجه واحصلوا على 128 نائباً في لبنان والنواب الستة في الخارج و"صحتين عقلبكم" انتصروا علينا في الداخل والخارج لكن لا تلغوا حق المنتشرين في الإنتخابات والسياسة اللبنانية!"
وختم باسيل بالتأكيد: "موعدنا في ال2026 لنقول إن التيار الوطني الحر جزء من هذه المنطقة ونسيجها وشعبها ولنصنع اللحمة ونكمل بعضنا ونسند بعضنا وجميعنا في هذه المنطقة مدعوون لقبول الآخر بفرح وليس "غصباً عنّا" فهذه هي الروح المسيحية وهذا ما علمنا إياه المسيح بان نصفح عن بعضنا ونحب بعضنا".
وكانت كلمة لمنسق قضاء بشري يوسف سعد، وفي ختام الغداء كانت هدية تذكارية من أمين سر المجلس السياسي مالك أبي نادر للرئيس العماد ميشال عون.
الجولة في قرى القضاء
هذا وكان باسيل جال على بعض قرى قضاء بشري، وكانت المحطة الأولى في برحليون حيث شارك في القداس في كنيسة مار أنطونيوس الذي احتفل به الأب جورج يزبك. وبعد القداس انتقل باسيل للقاء الاهالي في باحة البلدة حيث قدم له أمين سر المجلس السياسي في التيار مالك أبي نادر هدية تذكارية. بعدها انتقل باسيل الى حديقة البطاركة في الديمان حيث زار دير مار اسطفان للراهبات الانطونيات ومصنع النبيذ Mersel وعقد لقاء مع المزارعين في مركز استقبال في بوابة قنوبين، وتفقد واحة تمثال مار مارون في حديقة البطاركة في الديمان.