في تحول قد يعيد رسم خريطة الأصول الاحتياطية العالمية، توقع "دويتشه بنك" أن تنضم عملة بيتكوين إلى الذهب في ميزانيات البنوك المركزية بحلول نهاية هذا العقد، في خطوة تعكس تغيراً جذرياً في النظرة إلى العملات الرقمية.
اعتبر التقرير الصادر عن معهد أبحاث "دويتشه بنك" أن الذهب وبيتكوين ليسا خصمين، بل "مكملان لبعضهما بعضا" في تنويع المحافظ المالية، مشيراً إلى أن الأصول البديلة باتت تحظى بتبنٍّ متزايد بشكل مؤسسي، وفقاً لما نقله موقع "ياهوو فاينانس"، واطلعت عليه "العربية Business".
بدأت بيتكوين، التي لطالما وُصفت بأنها أصل عالي المخاطر، تظهر مؤشرات على النضج المالي. فقد سجلت العملة الرقمية مستوى قياسياً بلغ 123,500 دولار في أغسطس، بينما تراجعت تقلباتها الشهرية إلى 2% فقط، وهو ما اعتبره خبراء مؤشراً على دخولها مرحلة جديدة من الاستقرار.
وقال رئيس قسم الأصول الرقمية في شركة "VanEck" ماثيو سيغل: "الذهب كان يوماً ما أصلاً محفوفاً بالمخاطر أيضاً... بيتكوين تسير على نفس الطريق".
في الوقت الذي بلغ فيه سعر الذهب مستوى قياسياً عند 3,725 دولاراً للأونصة، يواصل المعدن الأصفر إثبات مكانته كملاذ آمن ضد التضخم والمخاطر السياسية. لكن بيتكوين بدأت تكتسب نفس السمات، ما يجعلها مرشحة للانضمام إلى قائمة الأصول الاحتياطية لدى البنوك المركزية.
ورغم هذه التوقعات، شدد دويتشه بنك على أن لا الذهب ولا بيتكوين سيحلان محل الدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية، بل سيشكلان أدوات مكملة تعزز التنوع في المحافظ المالية.
واشنطن لن تفرط في هيمنة الدولار
أشار التقرير إلى أن صناع القرار في الولايات المتحدة سيواصلون الدفاع عن هيمنة الدولار، تماماً كما فعلوا في السبعينيات عندما واجهوا تهديد الذهب. واليوم، يُتوقع أن تتخذ واشنطن خطوات مماثلة لضمان عدم تقويض العملات الرقمية لمكانة الدولار.
وقال المؤسس المشارك لشركة "RedStone" مارسين كازميرتشاك: "بيتكوين لا تملك بعد المقومات الكافية لتحل محل الأصول التقليدية، لكنها تملك القدرة على تعزيز التنوع في المحافظ الاستثمارية".
بيتكوين والذهب.. تحالف جديد في وجه التقلبات
مع تزايد الاهتمام العالمي بالأصول ذات العلاقة الضعيفة بالأسواق التقليدية، يرى الخبراء أن بيتكوين والذهب قد يشكلان ثنائياً قوياً في مواجهة الأزمات الاقتصادية، خاصة مع تقلبات أسواق الأسهم.
ويرى محلل "دويتشه بنك" ماريون لابوريه، أنه طالما أن الطبيعة البشرية تبحث عن بدائل، فإن الأصول غير التقليدية ستظل موجودة.