<
16 September 2025
الديار: رسائل بالجملة يوجهها حزب الله عشيّة الذكرى الأولى لاغتيال نصرالله...

الديار: بولا مراد-

من المرتقب أن يُعلن حزب الله اليوم الثلاثاء عن فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام للحزب ‏السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، على ان يكون احياء هذه الذكرى مناسبة لقيادة الحزب لاستفتاء جماهيري على شعبيته وتمسك جمهوره بخياراته كما على وحدة الصف الشيعي في وجه التحديات الجمة المحيطة بهذه البيئة بعد كل ما تعرضت له خلال الاشهر الـ١٢ الماضية.

 

وبعدما تجنب "الثنائي الشيعي" استخدام ورقة الشارع في الشهرين الماضيين وبخاصة بعد قرار الحكومة في الخامس من آب الماضي بحصرية السلاح والذي وصفه قياديو حزب الله بـ"الخطيئة الكبيرة"، خشية اهتزاز الوضع الأمني اللبناني نظرا لحدة الاحتقان والانقسام الحاصل حول كيفية التعامل مع ملف السلاح، ستكون احياء هذه الذكرى مناسبة لتوجيه اكثر من رسالة للداخل والخارج ليس فقط من خلال المواقف المرتقبة خلالها انما وبشكل اساسي من خلال الحشد المرتقب ان يشارك بالفعاليات.

 

اما فحوى الرسائل المرتقب توجيهها، بحسب مصادر معنية بالملف، فأولا ان الشارع الشيعي موحد وان كل من راهن او يراهن على تقسيمه واهم رغم تعاظم سياسة الضغوط القصوى الممارسة عليه سواء بالتدمير والتهجير والافقار والقتل.

 

ثانيا، ان قرار حصرية السلاح الذي اتخذته الحكومة لا يمكن تطبيقه بالقوة باعتبار ان هناك شارع "طويل عريض" وبيئة كبيرة ترفض تطبيقه وتعتبره بمثابة اذعان لما يريده العدو الاسرائيلي. وسيحاول الحزب قبل الذكرى وخلالها وبعدها ترسيخ الشروط الـ٤ التي قد يتيح تحقيقها بدء النقاش بـ"استراتيجية الامن الوطني" الا وهي وقف الخروقات والاعتداءات، الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، تحرير الاسرى وانطلاق عملية اعادة الاعمار.

 

اما الرسالة الثالثة التي سيسعى الحزب لتوجيهها في هذه الذكرى من خلال الحشود المرتقب ان تشارك فيها، فهي استعداده التام لاستحقاق الانتخابات النيابية المرتقبة مع تيقنه الكلي بأن أخصامه سيقومون بالمستحيل لمحاولة خرق تكتل "الثنائي" النيابي.

 

وهنا تقول المصادر: "يعتقد بعض الداخل والخارج أن الانتكاسات التي تعرض لها الحزب قد تؤدي لنشوء تيارات جديدة في البيئة الشيعية تنجح بإيصال نائب او اثنين من خارج جناحي "الثنائي" لكن ما لا يدركه هؤلاء ان ما تعرضت وتتعرض له هذه البيئة يجعلها تتكاتف اكثر من اي وقت مضى وتتجاوز خلافاتها منعا لاختراقها" معتبرة ان "التجربة الوزارية الاخيرة اكبر دليل ان الوزراء الذين لا يحملون بطاقات حزبية وهم اقرب للتكنوقراط، عندما تحزّ المحزوزية سيتبنون ودون تردد موقف الاكثرية الشيعية التي يمثلها حزب الله وأمل".

 

ولا شك ان الحزب وعلى عتبة الذكرى الاولى من اغتيال امينه العام السابق، يستعد ايضا لسيناريو جولة جديدة من العدوان الاسرائيلي بعدما بات واضحا ان تل ابيب ماضية بمشروعها التدميري والتوسعي في المنطقة، لذلك تُعد قيادته على الارجح مفاجآت قد تتخذ اشكال شتى لصد العدوان...

الديار