بعد توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد الماضي ما وصفه بـ"تحذيره الأخير" لحماس من أجل قبول الصفقة المعروضة، مشيراً إلى أن إسرائيل قبلت الاقتراح، رغم أن المسؤولين الإسرائيليين اكتفوا بالقول إنهم "يدرسونه بجدية"، بدأت قطر مساعيها الحثيثة لحث الحركة الفلسطينية على قبول المقترح، وفق ما أفادت مصادر مطلعة.
فاجتمع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالقيادي في حماس خليل الحية، كبير مفاوضي الحركة، مساء الاثنين في الدوحة، من أجل مناقشة المقترح، حسب ما نقلت شبكة "سي إن إن".
فبعد مغادرة الحية، اتصل المفاوضون القطريون هاتفيًا بنظرائهم الإسرائيليين لإطلاعهم على جهود وقف إطلاق النار الناشئة.
واستمر الاتصال بين فريقي التفاوض القطري والإسرائيلي حتى الساعة الخامسة صباحًا، بعدما وعدت حماس بالرد على المفاوضين القطريين بعد ١٢ ساعة.
إلا أن إسرائيل كانت لديها خطط أخرى، بحسب ما نقلت الشبكة الأميركية عن أكثر من اثني عشر مسؤولاً ومصدراً في إسرائيل وقطر والولايات المتحدة لرسم تسلسل زمني للأحداث التي أحاطت بهذه العملية.
فقبل انتهاء الوقت، أصابت صواريخ إسرائيلية مجمعا سكنيًا في الدوحة اعتقدت المخابرات الإسرائيلية أن كبار قادة حماس كانوا مجتمعين فيه.
كما بينت المعلومات أن الحكومة الإسرائيلية عملت خلال الأسابيع الماضية على التخطيط لهذه المهمة المعقدة وبعيدة المدى، وخلصت بعد أسابيع من البحث إلى أن توجيه ضربة في الدوحة يستحق المخاطرة.
إلا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، ورئيس الموساد، ديفيد برنياع، اللذين كانا يزوران الدوحة بانتظام على مدى العامين الماضيين، شككا في توقيت العملية، التي تأتي بعد أيام قليلة من طرح الولايات المتحدة اقتراحها الجديد لوقف إطلاق النار.
لكنهما تعرضا مؤخرًا، للتهميش في بعض القرارات الأمنية الرئيسية، إذ أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأولوية لمطالب شركائه اليمينيين المتشددين في الائتلاف الحكومي.
فقد عارض زامير خطة الحكومة للسيطرة على مدينة غزة واحتلالها، محذرًا من أنها ستُعرّض الجنود والرهائن الـ 48 المتبقين للخطر. لكن مخاوفه لم تؤخذ بعين الاعتبار.
كما استبدل برنياع كرئيس لفريق التفاوض الإسرائيلي في فبراير الماضي برون ديرمر، المقرب من نتنياهو.
هكذا مضى نتنياهو قدمًا متجاوزًا تحفظات اثنين من كبار مسؤوليه الأمنيين على العملية في الدوحة.
ووفقًا لمسؤول إسرائيلي، حصلت العملية على موافقة أولية يوم الاثنين الماضي. بعدما كان لدى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، المسؤول الرئيسي عن مراقبة حماس، معلومات استخباراتية تفيد بأن كبار مسؤولي الحركة كانوا يجتمعون في الدوحة لمناقشة الاقتراح الدقيق الذي قدمته الإدارة الأميركية. أما الهدف الرئيسي فكان "الحية".
لكن إسرائيل أجلت العملية يومًا واحد (حتى الثلاثاء) للتأكد من هوية المستهدفين. حتى جاءت الموافقة النهائية قبل ساعات فقط من الغارة.
وبعد ظهر يوم الثلاثاء، انطلقت أكثر من عشر طائرات مقاتلة إسرائيلية لتنفيذ الهجوم.
في حين لم يُعلن الجيش الإسرائيلي عن نوع الطائرات أو الأسلحة المستخدمة في العملية، لكن طائرات إف-35 آي وإف-15 وإف-16 استُخدمت على نطاق واسع خلال الصراع الذي استمر 12 يومًا مع إيران، وهي مسافة مماثلة للعملية في قطر.