قُتل الناشط اليميني تشارلي كيرك، الحليف المقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برصاصة في العنق خلال فعالية جامعية في ولاية يوتا يوم الأربعاء، في حادث وصفه حاكم الولاية سبنسر كوكس بأنّه "اغتيال سياسي" نفِّذ من فوق سطح مبنى داخل الحرم الجامعي.
وقالت السلطات إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يشارك في التحقيق، من دون مؤشرات حتى الآن على ضلوع شخص ثانٍ. وبحسب إفادات رسمية وشهادات مصوّرة، كان مطلق النار يرتدي ملابس داكنة وأطلق النار من مسافة بعيدة، فيما تعهّد الحاكم بالمحاسبة في ولاية تطبّق عقوبة الإعدام.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة لحظة إطلاق النار بينما كان كيرك يتحدث تحت خيمة تحمل شعاري "العودة الأميركية" و**"أثبت أنني مخطئ"**؛ وتُظهر اللقطات رفع كيرك يده اليمنى قبل أن يتدفق الدم بغزارة من الجانب الأيسر لعنقه، وسط ذعر وفرار الحضور من مركز سورنسن في حرم جامعة يوتا فالي. ونقلت فوكس نيوز أنّ الرصاصة أُطلقت من قنّاص يتمركز على بعد نحو 200 قدم، وأن العملية نُفِّذت برصاصة واحدة.
سياسياً، اتّهم الرئيس ترامب ما وصفه بخطاب "اليسار الراديكالي" بالمساهمة في الاغتيال، ناعياً كيرك بوصفه "شهيد الحقيقة والحرية"، فيما نعى نتنياهو كيرك واصفاً إيّاه بـ**"صديق شجاع لإسرائيل"** وكاشفاً عن محادثة أخيرة جمعتهما قبل أسبوعين.
من هو تشارلي كيرك؟
وُلد كيرك في ضاحية بروسبكت هايتس قرب شيكاغو، لأسرة ميسورة حيث كان والده مهندساً معمارياً. التحق بكلية محلية لكنه ترك الدراسة مبكراً ليتفرغ للعمل السياسي. تزوج من شابة فازت سابقاً بلقب ملكة جمال أريزونا وأنجب منها طفلين. كان يُنظر إليه باعتباره رمزاً للحركة المحافظة الشابة، وفي الوقت نفسه شخصية مثيرة للجدل داخل المشهد السياسي الأميركي.
أسس كيرك منظمة "ترنينغ بوينت يو إس إيه" عام 2012، بعد إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما، وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة. سعت المنظمة إلى استقطاب الطلاب ونشر مبادئ "المسؤولية المالية، الاقتصاد الحر، والحكومة المحدودة" في الجامعات الأميركية ذات التوجه الليبرالي.
توسعت المنظمة سريعاً لتصبح موجودة في أكثر من 850 جامعة، ولعبت دوراً محورياً في دعم ترامب والجمهوريين خلال انتخابات 2020، حيث ساهمت في تسجيل عشرات آلاف الناخبين الجدد، وكان لها دور أساسي في فوز ترامب في ولاية أريزونا.
تعززت علاقة كيرك بترامب بعد فوزه في الانتخابات، إذ حضر حفل التنصيب في واشنطن وأصبح مقرباً من الدائرة الضيقة في البيت الأبيض خلال ولايتيه. واعتبر ترامب أنّ "كيرك جسّد طموح الشباب الأميركي المحافظ، وأعطى زخماً كبيراً للحركة الجمهورية".
كان لكيرك تأثير قوي على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تابع حسابه على منصة "إكس" أكثر من 5.3 مليون شخص. اشتهر بطرحه القضايا الخلافية مثل الهوية الجنسية، التغير المناخي، والقيم الدينية، ما جعل منه شخصية محبوبة في أوساط المحافظين ومهاجمة في الأوساط الليبرالية.
تُعتبر منظمة كيرك غير الربحية جزءاً أساسياً من إرثه السياسي، حيث ساعدت في بناء قاعدة شبابية جمهورية نشطة، وأسهمت في رسم مسار جديد للتيار المحافظ الأميركي، حتى وصفه البعض بأنه "صوت جيل ترامب".