<
11 September 2025
التطورات تتسارع وقلق من اتسـاع دائرة الحرب

لبنان الذي عَبَر «قطوع السلاح»، وعاد بمستوياته الرسمية والسياسية في هذه المرحلة إلى الإنضباط في مسار التهدئة، ومدّ الجسور بين السلطات كافة، خارج مدار التوتير والتصعيد، يرصد التطورات المتسارعة في المنطقة، والأوساط السياسية على اختلافها تتشارك الخشية من تدحرجها إلى منزلقات أكثر خطورة.

وإذا كانت زيارات الموفدين العرب والأجانب تصبّ في شكلها، في تزخيم أجواء التهدئة، على حدّ تعبير مرجع كبير، الذي عبّر لـ«الجمهورية» عن قناعته بأنّ غالبية الاطراف في الداخل صادقة في هروبها من المشكل وفي توجّهها نحو التهدئة وإعادة تسيير عجلات البلد بصورة طبيعية، ما خلا بعض المقامرين بأمن البلد، ورهانهم على ظروف خارجية تمكّنهم من التسيّد على اللبنانيين. إلّا انّ ما يبعث على القلق هو العامل الإسرائيلي وإبقاء لبنان في دائرة الاستهداف.

وبحسب المرجع الكبير عينه، فإنّ اسرائيل وباعتراف مستوياتها السياسية والأمنية، تحضّر لحرب جديدة مع إيران، وتقديرات الإعلام الإسرائيلي والغربي تشي بأنّها لم تعد بعيدة. لكن من وجهة نظري، وإن كنت اعتبر انّ هذه الحرب ممكن حصولها، لا أؤيد الجازمين بحصول هذه الحرب، لأسباب عديدة، منها ما له بعد دولي صيني روسي تحديداً، ومنها ما له بعد أميركي، حيث انّ اميركا لا تريدها، والأهم من كل ذلك هو أنّ اسرائيل تدرك حجم قوة إيران، وأنّ الحرب معها غير مضمونة النتائج، وتبين ذلك لها بصورة أكيدة في حرب حزيران الماضي.

أضاف المرجع: «الّا أنّ الخطر الكبير الذي أضعه في حسباني، هو على لبنان، فالأميركيون اكّدوا لنا أنّ واشنطن تريد الحفاظ على استقرار لبنان، وترفض الإخلال بأمنه، الّا انّ ذلك لا يوفر ضمانة لئلا تبادر إسرائيل إلى عدوان على لبنان، ولنا مع الأميركيين تجربة معاشة، وهي انّهم يشكّلون الطرف الأساس الضامن لاتفاق وقف اطلاق النار، والطرف الأساس الذي يرأس لجنة مراقبة تنفيذ هذا الاتفاق، ومع ذلك لم تلتزم إسرائيل به وتستمر في اعتداءاتها واغتيالاتها».

لا شيء اسمه ضمانات

ما اكّد عليه المرجع الكبير، يتقاطع مع قراءة زعيم وسطي أبلغ إلى «الجمهورية» قوله رداً على سؤال: «لا شيء اسمه ضمانات، ولو عدنا إلى حرب الـ66 يوماً وما تلاها، يتأكّد لنا بما لا يرقى اليه الشك بأنّ الكلام عنها لا يعدو اكثر من كذبة موصوفة، تشكّل غطاء لتسعير الحرب اكثر، ومعنى ذلك لا رادع لإسرائيل عن القيام بأي خطوة عدوانية في اي زمان ومكان». وأضاف: «من الصعب تصديق ما يُقال عن انّ استهداف إسرائيل للدوحة جاء بمبادرة فردية منها، فهي لا تقوم بمثل هذه الاعمال وغيرها من دون إذن او غطاء، وهذا ينسحب على كل الجبهات الاخرى الخاضعة جميعها لاحتمالات التصعيد الإسرائيلي عليها، ولبنان من ضمنها. وهنا انا لا اقول إنّ الحرب وشيكة الوقوع، حيث انّها قد تكون مؤجّلة حالياً، الّا انّها واقعة حتماً، وخصوصاً انّ اسرائيل لم تحقق ما تريده من لبنان حتى الآن، فهي لا تريد فقط تجريد «حزب الله» من سلاحه، بل تريد ان تحقق الهدف الأساس بالنسبة اليها وهو إخضاع لبنان وجرّه الى التطبيع معها وتديره وفق مشيئتها».

 

الجمهورية