<
28 August 2025
استعدادات غير مسبوقة… فرنسا تجهز مستشفياتها للحرب!

كشفت صحيفة لو كانار أونشانيه الفرنسية أنّ وزارة الصحة أرسلت مذكرة داخلية إلى الوكالات الإقليمية للصحة، تدعوها فيها إلى الاستعداد لأزمات محتملة خلال السنة المقبلة، تحت عنوان: "وزارة الصحة تعبئ المستشفيات للحرب".

وبحسب الصحيفة، طلبت وزيرة الصحة كاثرين فوترن من المسؤولين التأكد من جهوزية النظام الصحي بحلول آذار القادم، لمواجهة ما وصفته بـ"تعبئة كبرى". وشملت التوجيهات إنشاء مراكز طبية متخصصة بإصابات الحرب، على أن تكون قريبة من محطات النقل والمطارات، وقادرة على استقبال 100 جريح يوميًا، ورفع القدرة إلى 250 جريحًا خلال ثلاثة أيام في ذروة النشاط.

وأوضحت المذكرة أن موقع فرنسا الجغرافي قد يجعلها قاعدة خلفية لأي صراع أوروبي، بما يعني استقبال آلاف الجنود الأجانب الذين قد يمرون عبر أراضيها، وبالتالي "سيحتاج هؤلاء الشباب القادرون على القتال إلى رعاية طبية وإجراءات وقائية مثل الفحوصات والتلقيح".

في المقابل، دافعت وزيرة الصحة عن هذه المذكرة خلال مقابلة مع قناة BFM، مؤكدة أنّها "جزء من الاستعدادات الاستباقية، كما هي الحال مع المخزونات الاستراتيجية لمكافحة الأوبئة". وأضافت: "لم أكن في منصبي خلال جائحة كوفيد-19، لكننا جميعًا نتذكر كيف واجهت فرنسا انتقادات قاسية بسبب عدم الجهوزية. من الطبيعي أن تستبق الدولة الأزمات وعواقبها، فهذا من مسؤوليات المؤسسات المركزية".

تأتي هذه التطورات وسط تصاعد النقاشات في أوروبا حول ضرورة رفع مستوى الجهوزية الصحية والأمنية، في ظل استمرار الحرب الروسية–الأوكرانية، وتخوّف العواصم الأوروبية من انتقال التوترات إلى ساحات أخرى. وفي وقت سابق، كانت باريس قد أعلنت عن رفع ميزانية الدفاع والقطاعات المرتبطة بالطوارئ الصحية، تحسبًا لأي تصعيد يطال القارة.

كما تزامنت هذه التسريبات مع انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، واعتباره أنّ ما جرى من "إهانة لفرنسا بأكملها" يستوجب الكف عن "الهروب إلى الأمام". ما يعكس حجم الضغط السياسي والعسكري الذي تواجهه باريس داخليًا وخارجيًا.

 

العربية