<
17 August 2025
الثبات: تخوّف جدّي من انتقال "السيناريو السوري" إلى لبنان

الثبات: حسان الحسن-

يبدى مرجع لبناني كبير تخوفه "من إمكان انفجار الأوضاع في المنطقة عمومًا، وانعكاس ذلك على الوضع في لبنان خصوصًا، في ضوء التحشيد الإقليمي والدولي حوله، تحديدًا التحشيد الغربي - الصهيوني - الخليجي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

 

ولا يستبعد أن "تشن إسرائيل عدوانًا جديدًا على إيران، بدعمٍ أميركي - أوروبي - خليجيٍ في المدى المنظور، في محاولةٍ للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو فعليًا دعم حركات المقاومة والتحرر فيها".


ويعتبر المرجع عينه أن "إيران لا تزال حاضرةً بقوةٍ في عدد من دول المنطقة، كالعراق واليمن وفلسطين ولبنان، على اعتبار أن طهران لم ولن تتخلى عن دعم حركات المقاومة وحقها في الدفاع عن أرضها ووجودها في هذه الدول".


من هنا، جاءت زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى المنطقة من البوابة العراقية، ومنها إلى لبنان، للتأكيد على حرص الجمهورية الإسلامية على دعم المقاومة في المنطقة عمومًا، وفي لبنان خصوصًا، في ضوء الضغوط الأميركية - الخليجية - الصهيونية القصوى على هذا البلد، في محاولةٍ للتخلص من سلاح المقاومة فيه، بالتالي تحمل الزيارة رسالةً للأميركيين وجميع ملحقاتهم، أن "طهران لن تتراجع عن دعم حق لبنان في تحرير أرضه، وحماية حدوده من خطر الاحتلال الصهيوني".


كذلك، يرى المرجع أن "زيارة لاريجاني تهدف أيضًا إلى استنهاض محور المقاومة، تحسبًا لمواجهة أي عدوانٍ محتملٍ على المحور أو أي مكوّنٍ منه من جهةٍ، وتوجيه رسالة إلى المحور المعادي، بأن إيران والمحور حاضران معًا لمواجهة أي عدوانٍ، من جهةٍ أخرى".


ويتخوّف المرجع أيضًا "من المزيد من انفلات الأوضاع في سورية، وتأثيرها على وحدة هذا البلد، بعد اقتلاع النظام السوري، وليس سقوطه، فهو لم يسقط، بل اقتلع بالقوة"، وفقًا لتأكيد المرجع.


وما يثير قلقه في شكلٍ خاصٍ، هو "الانفصال الفعلي والواقعي، لمحافظة السويداء، في الجنوب السوري، عن "سلطة أبي محمد الجولاني في دمشق"، وقبل ذلك قيام إدارة ذاتية بإدارة كرديةٍ في شمال شرق البلاد السورية، ما قد يمهّد لنشوء "كونتونات مذهبية" في سورية، قد يصل تأثيرها على الوضع الديموغرافي في لبنان، خصوصًا في ضوء موقف الموفد الأميركي إلى لبنان وسورية، السفير توم برّاك، الذي هدد بضم لبنان إلى بلاد الشام، في الأسابيع الفائتة".

 

فبعد إسقاط سورية، وتدمير جيشها وقدراتها الدفاعية، ثم تفتيتها، وقبلها العراق، يبدو أن المنطقة آيلة نحو إعادة رسم خرائطٍ جديدةٍ، على قاعدة "تقسّيم المقسّم، وتجزئة المجزّأ"، يكون فيها الكيان الصهيوني، "القوة الضارية الوحيدة".